الأب متى المسكين: نظرة أكاديمية على تأثيره العلمي والروحي
في ظل الفترة التي ساد فيها التعليم الشعبوي والوعظي وقلة المصادر الآبائية باللغة العربية، ظهر الأب متى المسكين كشخصية متميزة في الحقل العلمي والروحي. على الرغم من عدم انتسابه رسميًا إلى أي جامعة لاهوتية معروفة في أوروبا أو غيرها، إلا أنه قام بالتعلم الذاتي وتطوير نفسه بشكل مستمر.
كان الأب متى المسكين مبادرًا ومغامرًا وشجاعًا في دخول حقل الدراسات الكتابية من أوسع أبوابها، حيث استعان بالمصادر العلمية العالمية المتاحة له في ذلك الوقت. قدم ما استطاع الوصول إليه بأمانة واستخدم لغة فصيحة وأدبية في كتاباته، مستعينًا بالدراسات الأجنبية التي تستخدم لغة علمية وليس شعبية أو وعظية.
طرح الأب متى المسكين إشكاليات كثيرة في الأوساط العلمية الأجنبية، مثل الإشكاليات النصية في تفسير الأناجيل وغيرها. كما طرح إشكاليات لاهوتية باستخدام لغة الآباء ونحت مصطلحات مزعجة على العقل والأذن المصرية، مثل التأله وغيرها. كان تركيزه على اللاهوت الشرقي واختلافه الواسع عن اللاهوت الغربي مصدر إزعاج للعقلية المصرية في ذلك الوقت.
على الرغم من أنه قد يكون هناك بعض الانتقادات للأب متى المسكين، إلا أن إنتاجه العلمي الكبير والعظيم يبقى شاهدًا على تأثيره العميق في المجتمع العلمي والروحي. تأثيره على الأجيال لا يمكن إنكاره ويبقى مصدر إلهام ونور للمبتدئين الذين يسعون لاستكمال ما لم يستطع الوصول إليه.
بالنظر إلى تأثيره العلمي والروحي، يمكن القول بأن الأب متى المسكين كان شخصية استثنائية في تاريخ الكنيسة المصرية والعالم المسيحي بشكل عام. ترك بصمة لا تنسى في الحقل العلمي والروحي وسيظل تأثيره حاضرًا لزمن طويل.
مقدمة:
في فترة ساد فيها التعليم الشعبوي والوعظي، وانعدام المصادر الآبائية باللغة العربية، وقلة عدد الدارسين بالخارج، والتضييق على الدارسين لصالح مركزية التعليم، ظهر الأب متى المسكين كشخصية بارزة في الحقل الأكاديمي والعلمي.
التعلم الذاتي والمبادرة
لم ينتسب الأب متى مباشرةً أو رسميًا إلى أي جامعة لاهوتية معروفة في أوروبا أو غيرها، بل بدأ في التعلم الذاتي. وكأي دارس هاوٍ وليس محترف، كان يتطور كل يوم في قراءاته وتحليلاته ومصادره. ولكن على الرغم من ذلك، كان مجتهدًا للغاية مقارنةً بالركود والكسل المميت الذي كانت عليه المؤسسة التعليمية في زمنه.
فقد كان مبادرًا ومغامرًا وشجاعًا ليدخل حقل الدراسات الكتابية من أوسع أبوابها، بالاطلاع على المصادر العلمية العالمية، وإن كان بحسب إمكانيات عصره يقدم ما استطاع الوصول إليه بأمانة.
الإنتاج العلمي والتأثير
لا أحد ينكر أن الأب متى كان أمينًا فيما ينقله من معارف سواء كتابية أو لاهوتية من المصادر التي ينقل منها، والتي كانت جيدة في زمنه. وفي وقت خلت فيه المكتبة العربية من الدراسات الأكاديمية، كان هو المنبع العربي الأشهر لكل باحث عن المعرفة ممن لا يستطيع القراءة باللغات الأجنبية.
كما كان يكتب بلغة فصيحة وأدبية إلى حد جيد، وهو ما اكتسبه بسبب اطلاعه على الدراسات الأجنبية التي تستعمل لغة علمية وليس شعبية أو وعظية.
وعلى الرغم من أن الأب متى طرح إشكاليات كثيرة شهيرة في الأوساط العلمية الأجنبية، إلا أنها كانت مصدر فزع غير مبرر في الشرق وفي مصر بالأكثر، مثل الإشكاليات النصية في تفسير الأناجيل وغيرها. كما طرح إشكاليات لاهوتية أيضًا، لأنه كان يستعمل لغة الآباء، وكان حرًا في نحت مصطلحات مزعجة على العقل والأذن المصرية.
الخاتمة:
يبقى الأب متى المسكين شخصية بارزة في الحقل الأكاديمي والعلمي، على الرغم من عدم انتسابه رسميًا إلى أي جامعة لاهوتية معروفة. فقد كان مبادرًا ومغامرًا، وأسهم بإنتاج علمي كبير ومتميز مقارنةً بالعدم والخواء في المكتبة العربية في زمنه.
ويبقى تأثير الأب متى المسكين على الأجيال لزمن بعيد أمرًا لا مفر منه، ومصدر نور للمبتدئين لاستكمال ما لم يستطع الوصول إليه.
إرسال تعليق