لماذا الآبائيات

لماذا الآبائيات

هل لابد من دراسة اباء الكنيسة

اَلَّذِي كَانَ مِنَ ٱالْبَدْءِ، ٱالَّذِي سَمِعْنَاهُ، ٱالَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، ٱالَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ ٱالْحَيَاةِ. فَإِنَّ ٱالْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ ٱالْأَبَدِيَّةِ ٱالَّتِي كَانَتْ عِنْدَ ٱالْآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. ٱالَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ ٱالْآبِ وَمَعَ ٱابْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا
يحكي أحد الأحباء، وهو من خلفية غير مسيحية، أنه عندما قبل الإيمان بالمسيح وتعمد هو وزوجته.. وكالعادة تركه الجميع.
كان ليس لديه لقمة خبز في بيته.. ولم يستطع أن يسأل أحد لكي يعطيه شيئا يسد به جوعه، واستحى أن يطلب من الكنيسة بسبب عزة نفسه! وظل ثلاثة أيام بدون أكل لدرجة أن زوجته كانت تبكي من الجوع.. وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا وكان مر النفس جدا
ونامت زوجته من شدة الجوع ودموعها لا تتوقف
وفي منتصف الليل، أيقظته زوجته وهي تصرخ وتقول: وكّلتني، وكّلتني!!! جت ووكلتني بإيديها
وبعد أن هدأ من روعها قال لها إحكيلي بس إيه اللي حصل… قالت له العدرا جت ووكلتني.. لسه طعم الأكل في بقي
ثم يقول هذا المحبوب: هل تعتقد إني بعد كده محتاج لنصوص كتابية أو أقوال آباء علشان تقنعني بشفاعة القديسين، أو بكرامة العذراء، أو حتى بصحة المسيحية؟؟
هذه القصة سمعتها بأذني من صاحبها.. وهو واحد من الكارزين بالمسيح الآن لبني جنسه..
الخلاصة التي أريد أن أقولها من خلال هذه الخبرة.. أن القصة مش قصة إثباتات كتابية أو براهين آبائية القصة بتبتدي بالإيمان وتنتهي بالعيان.. بالعشرة الحقيقية والإختبار الحي.. لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا وَأَمَّا ٱالنُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَٱالْأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَٱالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ.
عندما يقول بولس الرسول: كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ… فهو لا يقصد أن نتمثل به هو شخصيا كما تمثل هو بالمسيح.. ولكن يقصد تمثلوا بالمسيح كما أنا أيضا متمثل به.
إن لم توصلنا دراسة أقوال الآباء إلى هذه المرحلة.. أي أن نعيش المسيح كما عاشوه.. ونمتلئ بالروح كما امتلأوا.. ونفهم المسيح كما فهموه.. فهي ستكون مجرد تغذية للعقل فتتضخم ذواتنا وينتفخ كبرياءنا وتتحول حياتنا إلى صراعات من فينا صاحب الحق
وأول ملامح هذه الصراعات هي الدفاع عن الأشخاص.. أنا لبولس وأنا لأبولوس وأنا لصفا… وبدلا من أن ننتمي جميعا للمسيح.. صرنا ننتمي للأشخاص
من لم يلمس المسيح بيده ويراه بعينيه ويسمعه بأذنه.. لن يستطيع أن يخبر الناس عنه.

Post a Comment

أحدث أقدم