تجسد الله في الثقافات والديانات القديمة: رؤية ابونا بيشوي كامل

تجسد الله في الثقافات والديانات القديمة رؤية ابونا بيشوي كامل

تجسد الله في الثقافات والديانات القديمة: رؤية ابونا بيشوي كامل


في كتيبه الصغير "لماذا تجسد المسيح"، يشير ابونا بيشوي كامل إلى أن التجسد الإلهي ليس حكرًا على المسيحيين وإعلان الله المتجسد ليس حكرًا على الإنجيل. بل يؤمن ابونا بيشوي بأن الإنسان النقي القلب يمكنه الإيمان بالتجسد الإلهي بدون الإنجيل وبدون المسيحية. ويستدل على ذلك بأمثلة من الحضارات والديانات القديمة.


يذكر ابونا بيشوي أن العقل المصري القديم كان يؤمن بإمكانية التجسد الإلهي، حيث يشير إلى قصة حور محب وبتاح في الديانة المصرية القديمة. كما يشير إلى أن الفكر اليوناني الفلسفي، مثل أفلاطون، كان يعتقد في إمكانية نزول الله أو إرسال ابنه ليعرفه عنه. ويذكر الأب بيشوي أيضًا أن الفكر التصوفي يعتقد في إمكانية حلول الله في الإنسان، ويستدل بقصة الحلاج المتصوف الذي عاش في القرن العاشر في بغداد.


بالإضافة إلى ذلك، يشير ابونا بيشوي إلى أن الفكر اليهودي القديم كان يؤمن بإمكانية وجود الله بين البشر والتحدث معه، وهذا يتجلى في بناء الهيكل. ويذكر أيضًا أن الأنبياء، مثل إشعياء، تحدثوا عن تجسد السيد المسيح من العذراء قبل آلاف السنين.


بهذه الطريقة، يقدم ابونا بيشوي كامل رؤية شاملة للتجسد الإلهي في الثقافات والديانات القديمة، مما يعزز فهمنا لهذا المفهوم العميق والمهم في الإيمان المسيحي.


مقدمة:

بمناسبة اعتراف مجمع الكنيسة القبطية بقداسة ابونا بيشوي كامل، نستعرض بعض الأفكار المهمة التي طرحها ابونا بيشوي في كتيبه الصغير "لماذا تجسد المسيح"، والتي تتناول موضوع التجسد الإلهي من منظور أوسع من المسيحية.


إمكانية الإيمان بالتجسد الإلهي خارج الإنجيل

يؤكد ابونا بيشوي على أن التجسد الإلهي ليس حكرًا على المسيحيين، وأن إعلان الله المتجسد ليس حكرًا على الإنجيل. فالإنسان النقي القلب يستطيع أن يؤمن بالتجسد الإلهي بدون إنجيل وبدون مسيحية.


ويوضح ذلك بأمثلة من بعض الديانات والحضارات القديمة، مثل العقل المصري القديم الذي كان يؤمن بإمكانية التجسد الإلهي في الإله حور والإله بتاح. وكذلك الفكر اليوناني الفلسفي كما في أفلاطون الذي طلب من الله أن يعلن ذاته بنزوله أو بإرساله ابنه. وحتى في الفكر الوثني والتصوفي، نجد هذه الإمكانية للإيمان بالتجسد الإلهي.


بذور اللوغوس في كل البشر

ويستشهد ابونا بيشوي بما قاله القديس يوستينوس عن أن "بذور اللوغوس مزروعة في كل البشر"، مما يعني أن الإنسان له إمكانية الوصول إلى الله بعكس الإنسان المادي.


وهذا ما ظهر في العقل اليهودي القديم، حيث كان الفكر اليهودي يتركز في إمكانية وجود الله مع الإنسان والتحدث معه. ولعل هذا الفكر هو الذي سيطر على جميع الديانات في بناء بيوت الله.


نبوات الأنبياء عن التجسد

وفي الختام، يذكر ابونا بيشوي أن الأنبياء تحدثوا عن تجسد السيد المسيح من العذراء قبل مجيئه بآلاف السنين، بوضوح أكثر من الوضوح ذاته. ويستشهد على ذلك بنبوات إشعياء النبي عن ولادة المسيح من العذراء وصفاته الإلهية.


خاتمة:

يؤكد ابونا بيشوي في هذا الكتيب على أن إمكانية الإيمان بالتجسد الإلهي ليست حكرًا على المسيحيين، بل هي موجودة في مختلف الديانات والحضارات القديمة. كما يشير إلى أن بذور اللوغوس مزروعة في كل البشر، وأن الأنبياء تنبأوا بتجسد المسيح قبل مجيئه بآلاف السنين. وهذه الأفكار تشكل رؤية شاملة للتجسد الإلهي تتجاوز الحدود المسيحية.



Post a Comment

أحدث أقدم