الأب متى المسكين: صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة المصرية

الأب متى المسكين: صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة المصرية

الأب متى المسكين: صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة المصرية


تعد شخصية الأب متى المسكين واحدة من الشخصيات البارزة في تاريخ الكنيسة المصرية. كانت حياته مليئة بالتضحيات والعطاء، ولعب دورًا حاسمًا في تهدئة الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر خلال فترة حكم الرئيس السادات.


في عام 1980، تعرضت الكنيسة المصرية لاضطهاد شديد على يد الإرهابيين وتوترت العلاقة بين الكنيسة والدولة. وكان الأب متى المسكين هو الشخص الذي تدخل لتهدئة الأوضاع والحفاظ على وحدة الكنيسة والأقباط. بفضل علاقته الوثيقة مع السادات، تمكن من تجنب محاكمة البابا شنودة وعزله.


كما تدخل الأب متى أيضًا لمنع قرار حل مدارس الأحد والأسر الجامعية، وعرض عليه السادات منصبًا في الحكومة، ولكنه رفضه قائلاً إنه ليس لهذه المناصب ولا يرغب في الانشغال بالسياسة.


في عام 1981، قرر الأب متى والأنبا صموئيل أن يذهب الخمسة أساقفة إلى البابا في الدير ليخضعوا له برؤوسهم إلى الأرض ويطلبوا رضاه وموافقته. ولكن الأساقفة ذهبوا إلى قصر عابدين لتسجيل أسمائهم، مما أثار غضب الأب متى وعاتب الأنبا صموئيل بشدة.


تُعد حياة الأب متى المسكين ومساهماته في الكنيسة المصرية شاهدًا على قوة الإيمان والتضحية. وتظل ذكراه حية في قلوب الأقباط وتاريخ الكنيسة المصرية.


مقدمة:

في تاريخ الكنيسة القبطية، برز اسم الأب متى المسكين كأحد أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على وحدة الكنيسة وسلامها في أوقات العصيبة. فقد كان الأب متى حلقة الوصل بين الكنيسة والدولة، وصوتًا للأقباط في أشد لحظات الاضطهاد والتوتر.


محبة البابا شنودة والدفاع عن الكنيسة

كان الأب متى يحب البابا شنودة الثالث بشدة، كما كان يحب الكنيسة بشكل عام. وفي أوقات التوتر بين الكنيسة والدولة، كان لتدخل الأب متى دور كبير في منع الكثير من المصائب التي كان يمكن أن تحل بالكنيسة.


ففي فترة اضطهاد الأقباط على يد الإرهابيين في الفترة من 1980 إلى 1997، وتوتر العلاقة بين الكنيسة والدولة، كان لابد من تدخل الأب متى بالذات لتهدئة الأوضاع. وذلك نظرًا لمحبة الرئيس السادات له، حيث تقابل معه وأمتص غضبه بسبب مظاهرات الأقباط في أمريكا.


مواجهة الرئيس السادات

وبعد ذلك، عرض الأب متى خطورة الأمر في اجتماع المجمع المقدس والمجلس الملي في 15 أبريل 1980، وكيف أن الكنيسة متهمة بالخيانة. وقد عرض مشاكل الأقباط على الرئيس السادات، الذي وافق في البداية. ولكن في خطابه في 14 مايو، هاجم السادات الأقباط، وكانت الأوضاع ملتهبة.


وعلم الأب متى بنية السادات بمحاكمة البابا وعزله، فأقنعه بأن هذا لا يجوز في عرف الأقباط من الناحية الروحية، لأن وفاء الأقباط يظل لأبيهم حتى نياحته. كما أوضح عدم قدرة الدولة على عزل البابا من رئاسته الروحية للكنيسة، وأن هذا يعتبر تعدٍ على خصوصيات الكنيسة وتعسفًا واستبدادًا.


وعلى الرغم من لهجة الأب متى الشديدة، إلا أن السادات استحسن كلامه، وأخبره بأنه لن يحاكم البابا، ولكن سيعتقل زعماء دينيين وسياسيين بدلاً من ذلك. وعندما اعترض الأب متى قائلاً "العنف سيولد عنف"، إلا أن السادات لم يقتنع.


دور الأب متى في الحفاظ على الكنيسة

لم يكتف الأب متى بذلك، بل تدخل أيضًا لمنع قرار حل مدارس الأحد والأسر الجامعية، فأعجب به السادات أكثر وعرض عليه منصبًا. ولكن الأب متى فوجئ برده، قائلاً: "لا أنا لست لهذه المناصب ولا تلح علي لكي لا تفقدني ولن تعثر لي على أسر".


كما اتفق الأب متى مع الأنبا صموئيل على أن يذهب الخمسة أساقفة للبابا في الدير ليخضعوا له برؤوسهم إلى الأرض، ويقولوا له: "نحن أولادك، نريد رضاك وموافقتك". ولكن ذهب الأساقفة إلى قصر عابدين لقيد أسمائهم، فعاتب الأب متى الأنبا صموئيل عتابًا شديدًا، وتوجهوا للبابا في الدير.


خاتمة:

في فترة من أشد الفترات عصيبة على الكنيسة القبطية، برز دور الأب متى المسكين كحلقة وصل بين الكنيسة والدولة، وصوت للأقباط في مواجهة الاضطهاد والتوتر. فقد دافع عن البابا شنودة والكنيسة بشجاعة، وحال دون وقوع الكثير من المصائب. وبذلك أصبح الأب متى صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة القبطية.



Post a Comment

أحدث أقدم