التعالـيم الـروحـية في الصـلوات اللـيتورجـية (4 ـ في سر مسحة المرضي)


التعالـيم الـروحـية في الصـلوات اللـيتورجـية (4 ـ في سر مسحة المرضي)


التعالـيم الـروحـية في الصـلوات اللـيتورجـية (4 ـ في سر مسحة المرضي)

4 ـ في سر مسحة المرضي

          يعتبر هذا السر  من الأسرار الهامة التي تُمارس في الكنيسة الأرثوذكسية . وقد رُتب بإلهام الروح القدس استنادًا إلى تعاليم القديس يعقوب الرسول في رسالته 14:5 إذ يكتب قائلاً : " أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب .. " .
          ويُمارس هذا السر في أي وقت . ولكن اعتاد كثير من الأقباط أن يمارسوا هذا السر خلال فترة الصوم الأربعيني المقدس في المنازل وربما يقود ذلك إلى أنه كان هذا السر في الكنيسة الأولي يمارس في الكنيسة وبحلول عصور الاضطهاد التي تعاقبت على الكنيسة أصبحت ضرورة لممارسة السر في الخفاء وليس في العلن حتى لا يُمنعوا من قِبل فاعلي الاضطهاد في ممارسة السر . ولكن في الواقع يجب أن يُقام هذا السر داخل الكنيسة مثل باقي الأسرار . وقد اعتادت الكنيسة أن تدعو المؤمنين في يوم جمعة ختام الصوم للاشتراك معًا في إقامة السر وهو ما يُسمى "القنديل العام " والذي يتم عقب رفع بخور باكر ، ثم يعقب ذلك أن يقوم الكاهن أو الكهنة المجتمعون بدهن المؤمنين من الزيت المقدس على جباههم . والحكمة في ذلك هو أن الكنيسة تمتنع عن ممارسة جميع الأسرار خلال أسبوع الآلام باستثناء قداسي يوم خميس العهد وسبت الفرح، ولذلك حرصًا في أنه إذا مرض أحد المؤمنين خلال أسبوع الآلام واحتاج إلى إقامة هذا السر فإن الكاهن يكتفي بدهن المريض بالزيت المقدس والذي تحتفظ فيه الكنيسة بالزيت المقدس الذي أقيمت عليه صلوات السر يوم جمعة ختام الصوم . وهذا على غرار ما تفعله الكنيسة في ختام صلوات قداس أحد الشعانين وقبل البدء في صلوات البصخة حيث يجتمع المؤمنون وتقام صلوات لأجل نياح من يرقد في الرب من المؤمنين خلال أسبوع الآلام المقدسة ثم يرشم جميع الحاضرين بالماء المقدس لأن الكنيسة تمنع إقامة أي طقوس ليتورجية أخرى خلال أسبوع الآلام حيث إنها تركز تأملاتها وصلواتها في آلام الرب يسوع المحيية .
          ومن خلال الصلوات والطلبات التي توجد في النصوص الليتورجية لإقامة هذا السر ، يمكننا أن نقول أن سر مسحة المرضى يُقام في الحاللات الآتية :
          1 ـ الإنسان المريض جسديًا .
          2 ـ الإنسان المريض جسديًا نتيجة لفعل خطايا تسببت في مرضه الجسدي .
          3 ـ الإنسان الذي تحت ثقل ونير الخطية واحتاج إلى صلوات وتضرعات تحل القيود الشيطانية التي رُبط بها .
          فتقول الكنيسة على سبيل المثال الطلبات والتضرعات التالية :
          " ارشم الآتين إليك بأمانة ليكون لهم خلاص ونجاة من الأمراض النفسانية والجسمانية " ؛ " اشف يارب أنفسنا وأجسادنا برشمك الإلهي " ؛ "امنح عبدك والحاضرين معنا الشفاء النفساني والجسداني " ؛ " يا طبيب المرضي وغافر الخطايا .. أصنع رحمة مع المتضايقين بالأمراض ونجهم من الموت الرديء وكمل طلبة كهنتك لعبدك وأرسل عليه من العلو غيث رحمتك وأغسل أدناسه  " ؛ " .. وكل الذين سقطوا في الأوجاع أنقذهم من سهام العدو ومضايقة الأفكار وآلام الجسد وسائر المكروهات الخفية والظاهرة " .
          وعندما يقيم صلاة على الزيت يقول الكاهن: " قدس هذا ليكون لكل الذين يُمسحون به شفاء لهم من أدناس الروح وآلام الجسد " .
          ولكن كيف يُقام هذا السر ؟
          يجتمع الكهنة والشمامسة والمؤمنون كعادة إقامة أي سر مقدس في الكنيسة ( أو في المنزل إن كانت حالة المؤمن الصحية لا تسمح له بالتوجه للكنيسة) ثم يحضر المريض المحتاج إلى إقامة السر ويعترف بخطاياه أولاً ثم تبدأ الممارسة الطقسية للسر كالتالي :
1ـ يوضع في الوسط قنديل ملئ بالزيت ويكون من زيت الزيتون النقي وبداخل القنديل توضع سبعة فتائل تستمد إضاءتها من الزيت الذي في القنديل .
          والحكمة في استخدام زيت الزيتون لما له من معان ورموز روحية وردت في الكتاب المقدس ولكن يهمنا هنا نصًا ليتورجيًا يُقال في أثناء إقامة السر : " أنت يارب من البدء بغصن الزيتون قد أظهرت أنه قد مضى الطوفان وبمسحتك المقدسة وباسمك أيها الرؤوف الرحيم خلص عبدك المؤمن باسمك بشفاعة العذراء أم الخلاص " . يلاحظ في هذه الطلبة أن الزيتون له إشارة في العهد القديم بإعلان انتهاء الطوفان وبداية ميلادًا جديدًا للبشرية وكذلك الكنيسة تطلب أن يرفع الله عن المريض طوفان الخطية إيذانًا بالميلاد والحياة الجديدة في الشفاء من مرض النفسي أو الجسدي. كما يلاحظ أيضًا أن كلاً من سري " الميرون " و " مسحة المرضى " هما الوحيدان اللذان يكون فيهما مادة السر هو الزيت .
          أما بالنسبة للفتائل السبعة . فنجد أن الكنيسة تمارس هذا السر من خلال من خلال إقامة سبعة صلوات وفي بدء كل صلاة تتم إضاءة إحدى الفتائل السبعة. والسبب في ذلك هو الإشارة إلى الروح القدس ومواهبه الخاصة " لكي تحل عليه (أي على المريض) بنعمة روح قدسك " . فالروح القدس هو : روح مستقيم ، محيي ، روح النبوة ، روح العفة ، روح القداسة ، روح العدالة ، روح السلطة . وقد ذكر سفر الرؤيا : " سبع مناير من ذهب وفي وسطها ابن إنسان " (رؤ12:1ـ13) ؛ " سبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض " (رؤ6:5) ؛ وهناك تعاليم كتابية كثيرة تشير بالعدد 7 إلى الروح القدس .
          2 ـ ذكرنا أن هناك سبعة صلوات ترتب حسب الطقس التالي : تبدأ كل صلاة بالصلاة الربانية ، ثم صلاة الشكر ، المزمور الخمسين ، ثم إحدى الأواشى السبعة الكبار (المرضى ، المسافرين ، الأهوية أو المياه أو الزروع ، الملك ، الراقدين ، القرابين ، الموعوظين ) ثم تُقال طلبة خاصة في بدء الصلوات جميعًا لتقديس الزيت ليحل روح الله عليه وينقله ، وبعد ذلك يرفع الكاهن البخور حيث يقرًأ سر البولس أو الكاثوليكون وفي أثناء ذلك يتقدم أحد الشمامسة لقراءة رسالة البولس أو الكاثوليكون وبعد ذلك يردد الحاضرون جميعًا لحن الثلاث تقديسات ثم تُقال أوشية الإنجيل ويحلن المزمور قبطيًا ثم يُقرأ الإنجيل ، ثم يقول الكاهن الثلاثة أواشي الصغار ثم يُقال قانون الإيمان وبعد ذلك يختم الكاهن الصلاة بالطلبة لأجل شفاء المريض . ويستمر الترتيب في كل صلاة وفي نهاية صلاة القنديل تُقال تسبحة الملائكة والصلاة الربانية وقانون الإيمان ثم يرتل الحاضرون كيرليصون 41 مرة ويقول الكاهن التحاليل الثلاثة والجميع خاضعون برؤوسهم وتقال البركة . ثم يرشم الحاضرين بالزيت المقدس . أما بالنسبة للمريض فيدهن بالزيت سبعة أيام . وبعد ذلك يتم إطفاء الفتائل السبعة ولكل فتيلة تُقال طلبة خاصة عند الإطفاء . ثم يصرف الكاهن الحاضرون بسلام .
          ويلاحظ الآتي : أن الكنيسة تحرص أن تبدأ كل صلاة حسب الترتيب الطقسى بصلاة إحدى الأواشى الكبار ، وفي هذا نجد أن الكنيسة تستدعي كل الخليقة للاشتراك في هذا السر أي : الطبيعة ، والجماد ، والهواء ، والنبات ، والحيوان .. إلخ بالإضافة إلى الحاضرين من المؤمنين وذلك لأن الخلاص حسب تعاليم آباء الكنيسة مثل القديس إيرينيؤس هو " لكل الخليقة " ، لأن بسقوط آدم قد " أخضعت الخليقة للباطل " ، ولكن في المسيح آدم الثاني صار الكل جديدًا وهذا الذي عبر عنه يوحنا الرسول : "ثم رأيت سماءً جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولي والأرض الأولي مضتا .. " ، " وقال الجالس على العرش هاأنا أصنع كل شي جديدًا .. " (رؤ1:21،5) . ونجد أن هذا واضحًا أيضًا في صلوات تسبحة نصف الليل حيث تقول التسابيح : سبحيه أيتها النجوم ، البحار ، الأنهار ، الحيوانات .. لأن رحمته إلى الأبد .
          أما بالنسبة لدهن المريض بالزيت فعادة ما يكون على الجبهة ثم الأعضاء المريضة من الجسد . ومعلوم أن الجبهة أو رأس الإنسان هو مركز الأفكار وكل ما يخرج منه من أحاسيس وانفعالات لذلك تحرص الكنيسة بالرشم بالزيت على الجبهة هو إشارة إلى تقديس الفكر الذي هو مصدر كل حركات الجسم ونشاطه الذهني . كما أنه كان يستخدم في القديم مسح الملوك والأنبياء بالدهن على الرأس ويصيروا مخصصين ورجال الله، أو كما يقول المرنم " كالطيب الكائن على الرأس النازل على اللحية لحية هارون النازلة إلى القدمين .. " (مز132) . وتوجد مفاهيم وتعاليم كثيرة عنه ارتباط الدهن بالزيت المقدس والجبهة أو الرأس .
المفاهيم والتعاليم الروحية واللاهوتية :
أ ـ تقدم لنا الكنيسة من خلال الصلوات السبع مفاهيم روحية يمكن تلخيصها على النحو التالي :
          1 ـ الرجل المقعد الذي اعتراه مرض منذ ثمانية وثلاثين عامًا وكان بجانب البركة يتوقع تحريك الماء أملاً في الشفاء ، ولكن بمجرد أن لاقاه الرب يسوع عافاه من مرضه . وهنا ترفع الكنيسة نظر المريض إلى ما ذكر في العهد القديم عن أيوب والبلايا التي لحقته لكن كان عظيمًا في صبره واحتماله للمرض بطول أناة واحتمل التجربة بفرح ولكن في نهاية الأمر صنع الرب معه مراحمًا كثيرة .
          2 ـ تقدم لنا الكنيسة الإنسان الخاطئ المغتصب زكا والذي احتاج للشفاء الروحي من الخطية وعندما قابله المخلص أعلن توبته ، وللوقت قال له يسوع : " اليوم وجب الخلاص لأهل هذا البيت " .
3 ـ سلطان الشفاء من الأمراض والأرواح النجسة هو مرتب في الكنيسة من قِبل الروح القدس : " الذين وضعهم الله في البيعة أولاً رسلاً ، ثانيًا أنبياء ، ثالثًا معلمين . ومن بعد هؤلاء قوات ، وأيضًا مواهب الشفاء .. " (1كو28:1) . فقد سُلمت هذه المواهب للرسل الأطهار من قِبل الرب: " أعطيت نعمة أيها المتأني على أيدي رسلك الأطهار . يا محب البشر لكي يشفوا بمسحتك المقدسة كل ضربات وكل أسقام الآتين إليك وإلى مواهبك بأمانة " . أما الكهنة فهم خدام اللاهوت : " يا من أمر المرضي أن يدعو قسوس الكنيسة الذين هم خدام لاهوتك ويدهنوهم بالزيت المقدس ليخلصوا من قِبل هذه المسحة المقدسة "، فهم يقومون بالمسحة المقدسة مع الطلبات لأجل شفاء المريض لأنهم مدعوون إلى صلاح المسيح : " بل اسمع طلباتنا ومسكنة دعائنا نحن الذين دعينا إلى صلاحك " ؛ " أيها المشفى الأمراض من اجل مسكنة عبدك وطلبتي أنا الغير المستحق المدعو بنعمتك إلى الكهنوت في موضعك المقدس . المستحق بنعمتك لخدمة أسرارك المقدسة وتقدمة الصلوات والقرابين من أجل غفران خطايا شعبك . المتوسط في تقريب خرافك الناطقة إليك . أيها الراعي الصالح اقبل طلبتي إليك من أجل عبدك أرسل له الشفاء سريعًا وأغفر له آثامه .. " . فهذه الخدمة اختص بهات القسوس بعد أن كان يقوم بها مؤمنون يحوزون موهبة الشفاء . ولكن بسبب شيوع بعض حالات إدعاء وجود هذه الموهبة دون وجودها فعلاً ، فقد حُصرت الصلاة من أجل الشفاء في سر مسحة المرضي مع التأكيد على الشفاء الروحي أكثر من الشفاء الجسدي فقط : " وإن كان قد فعل خطية تغفر له " . فخدمة سر مسحة المرضي التي يقوم بها الكاهن ليست أصلاً لشفاء الجسد بقدر ما هي أولاً وأساسًا لشفاء الروح . وفي هذا يقول أوريجينوس إن الكاهن " عليه أن يصلي بلا انقطاع حتى يمكن للشعب تحت رعاية أن يغلب الأعداء غير المنظورين ، فإن عماليق الذين هم الشياطين يهاجمون كل من يريد أن يعيش بالتقوى في المسيح يسوع " (أوريجينوس : العظة السادسة على سفر اللاويين 35:7ـ13ـ8) .
     4 ـ الكنيسة أثناء صلواتها وتضرعاتها لله من أجل شفاء المريض تبشر بملكوت الله وإعداد المؤمنين لقبول آلام هذا الزمان بفرح والتطلع إلى ميراث لا يفنى ولا يضمحل والسكنى الدائمة مع الله : " .. أقم عبدك هذا من موت الخطية ، وإن أمرت بإقامته إلى زمان آخر فامنحه مساعدة ومعونة لكي يرضيك في أيام حياته . وإن أمرت بأخذ نفسه فيكون ذلك بيد ملائكة نورانية يخلصونه من شياطين الظلمة . انقله إلى فردوس الفرح ليكون مع جميع القديسين بدمك الذي سُفك من أجل خلاصنا الذي به اشتريتنا لأنك أنت رجاؤنا نحن عبيدك " .
5 ـ تنوه الكنيسة في صلواتها إلى أنه يكون هناك حالة استعصاء الشفاء من المرض ولهذا توجه نظر المريض بطريقة روحية إلى أنه يشتاق للسكنى مع المسيح " وإن أمرت بأخذ نفسه فيكون ذلك بيد ملائكة نورانية ... انقله إلى فردوس الفرح " .
          6 ـ تقدم لنا الكنيسة مثل المرأة التي غفر لها المسيح خطاياها في بيت الفريسي لأنها أحبت كثيرًا . فالذي يطلب الغفران من خطاياه ، عليه أن يغفر للآخرين . فحياتنا على الأرض ينبغي أن نحياها في المسيح وبالمسيح .
          7 ـ أخيرًا تدعونا الكنيسة للتسلح بالأسلحة النورانية لمواجهة قوات الظلمة طوال إقامتنا على الأرض وتقدم لنا التسلح بالصوم كأحد الأسلحة الروحية : " البسوا جميع سلاح الله لكي تقدروا أن تقفوا حيال إبليس " (أف11:6) .
          8 ـ تقدم لنا الكنيسة أيضًا أمثلة كثيرة لمن غفر لهم المسيح خطاياهم وأبرأهم من أسقامهم : أيها الرؤوف المتحنن الذي رجعت إليه المرأة الزانية وغفرت لها خطاياها ، وكما تركت للغريم للقناطير التي كانت عليه هكذا أيضًا أترك لعبدك ما عليه وسامحه بجميع زلاته ، وكما طهرت الأبرص بكلمتك ونزعت البرص من جسده بإرادتك هكذا انزع كل مرض من جسد عبدك وقدسه وطهره ... إلخ .
ب ـ المفاهيم اللاهوتية يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
          1 ـ الكنيسة تبدأ بتمجيد الثالوث وتختم بتمجيد الثالوث .
          2 ـ أزلية الابن ، فاستنادًا إلى إيمان نيقية " نور من نور " تؤكد الكنيسة على أن الساكن في النور أشرق من مريم ولذلك قال داود : " بنورك يارب نعاين النور " (مز10:35) ، وهنا يعلق ديديموس الضرير قائلاً : [ إذا كانت كلمات المزمور هذه وجهت للآب ، فمعنى ذلك الآتي : حيث إن الذي رأي أبنك النور الحقيقي ، يراك لأنك نور ، لهذا نراك في نورك لأنك نور ، لأن من رأي الابن رأي الآب ، ط الذي هو صورة الله غير المنظورة "، وهو " رسم جوهر الله " ] .
          3 ـ الابن خالق : مخرج كل الموجودات من العدم إلى الوجود ، ما يري وما لا يرى .
          4 ـ ثم تستعرض الكنيسة عمل الابن الخلاصي بتجسده : " تباركت أيها الرب إلهنا الصالح طبيبي أنفسنا بجراحاتك شفيتنا ، الذي حمل خطايا العالم ، الذي سُمر على الصليب بإرادته وحده ، أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر وكل الخليقة تهللت بمجيئك وخلصت آدم من الغواية وعتقت حواء من طلقات الموت وأعطيتنا روح البنوة " .
          5 ـ أقنوم الابن في الثالوث : إنه يمين الآب " طهرنا بمينك من كل مرض " ، " أشف أنفسنا بيدك العالية " . وهذا التعليم وجد عند كثيرون من آباء الكنيسة أمثال : كليمنضس الروماني ، ثاوفيلس الأنطاكي ، إيرينيؤس أسقف ليون ، أثناسيوس الأسكندرى ، ودديديموس الضرير .
          6 ـ تذكر الكنيسة محبة الله للبشر فتصفه بأنه المتأني ، محب البشر، الرؤوف الرحيم ، المخلص طبيبي المرضي ، غافر الخطايا ، منقذ من الشدائد ، ميناء الخلاص ..
          7 ـ تذكرنا الكنيسة بإشارة روحية عن عمل المسيح الخلاصي في مثل السامري الصالح الذي داوى جراحات الغريب حيث تقول : " وانضح من زيت وخمر شفائكم على جراحاته (أي المريض) لنسبحك باتفاق واحد قائلين : باركوا الرب يا جميع أعمال الرب .. " .
          8 ـ لا تنسي الكنيسة في التركيز أيضًا على وساطة المسيح في السر، فهي ليست وساطة المسيح بين الآب والروح القدس ، والبشر ، بل هي وساطة مع الثالوث .
          9 ـ تركز الكنيسة أيضًا على شفاعة القديسين والملائكة . إن الاشتراك في سر المرضى فائدة لكل من المرضي والمؤمنين . فينال المرضي الإبراء والشفاء من الأسقام إن سمحت إرادة الله ، وينال المؤمنون فرح التأمل في الصلوات الليتورجية التي تنقلهم إلى التفكير في الأبديات .


Post a Comment

أحدث أقدم