القمص متى المسكين: الحب والحق في الكنسية القبطية الأرثوذكسية

القمص متى المسكين الحب والحق في الكنسية القبطية الأرثوذكسية

القمص متى المسكين: الحب والحق في الكنسية القبطية الأرثوذكسية


نحن في حالة حقيقية من التأزم من حجم البغضة التي يكنونها ضد هذا الرجل والقسوة الشديدة في محاولة شيطنته بأي طريقة. كلما ظهر عندهم شيء من "شهادات أصحاب النفوس المنحازة الذين تعروا من الحب والحق معا"، يتسابق الأتباع من حراس المعبد في نشرها على صفحاتهم، وكأنهم بهذا "يقربون قربانا لله" !!


الخطية التي يقوم بها القمص متى المسكين هي أنه غرد وحده خارج السرب في جيله وتبعه في ذلك كل من صاروا "الآبائيين" علمانيين وإكليروس ورهبان، وبدأت الأرثوذكسية الآبائية تتكشف معالمها وتنفض عنها غبار القرون الوسطى الذي أحكم قبضته خاصة في القرنين الأخيرين قبل القرن العشرين عندما لم يكن هناك ما يُسَلَم سوى هذا.


القمص متى المسكين هو أب مصري جدد لعمل الروح وشركة الروح، وفاحت رائحة طيب منهجه وسافرت إلى خارج مصر ليتتلمذ عليها كثيرون من كنائس عديدة. كان ثورياً وعنيداً من أجل ملكوت الله الذي وضعه وحده أمام عينيه وعيني تلاميذه، وفي كل موقف قال كلمة الحق عن كل ما يحدث (فعل هذا على طول الخط في الستينات وفي السبعينات) لكنه أبدا لم يفقد الحب ولا الإحترام ولا حرض ضد أحد ولا قَبِل أن يساء لقيادة الكنيسة.


يُذكر له موقف مهم جداً لما اشتدت الاتهامات الموجهة لكتاباته وفكره وتصيد أي شيء غير مستساغ في كتاباته ثم بناء حملة هجوم منظمة ضد ذلك، قام أحد رهبان دير أبو مقار الشيوخ المتنيحين (معروف) بوضع ردود على كل نقاط الهجوم والسخرية التي انتشرت في محاضرات الإكليريكية ومقالات الكرازة والكتيبات المطبوعة للشعب ثم جمعت في كتاب "بدع حديثة"، وطبع بالفعل جزئين من عدة أجزاء كانت ستتوالى (قرأتهما وأشهد أنهما كانا ردا كتابيا وآبائيا سهلا منهيا لكل نقاط الهجوم وفي عدم تطويل)، كان العنوان: "الأصول الأورثوذكسية الآبائية لكتابات القمص متى المسكين".


لما سمع أبونا متى عن هذا وكان وقتها معتكفا في استراحة الدير بالساحل الشمالي استدعى ابونا الراهب الباحث وطلب منه وقف نشر هذا العمل فورا وعدم الاستمرار فيه، وقال له بالحرف: لا حِل لأحد يدافع عني، عاوز بطريرك الكنيسة يطلع غلطان في نظر الناس إيه الفايدة اللي هتعود على الكنيسة من كدة؟!


النياح والفرح الأبدي لروح هذا المجاهد لأنه من بداياته جمع الحق والحب كوجهين لعملة ذهبية واحدة لا يطغي أحدهما على الآخر ولا بمقدار ذرة واحدة، إلا مع مضي سنوات العمر والمسيرة لما بدأ يرى أمام عينيه "المحبة" تحتل صدارة كل شيء، وهي أول ثمر الروح بلا نقاش.



الاستطراد فى الشرح

صرنا في ذهول فعلاً من حجم البغضة التي يكنونها ضد هذا الرجل والقسوة الشديدة في محاولة "شيطنته" بأي طريقة. وعندما يظهر عندهم شيء من "شهادات أصحاب النفوس المنحازة الذين تعروا من الحب ومن الحق معاً"، يتسابق الأتباع من حراس المعبد في نشرها على صفحاتهم، وكأنهم بهذا "يقربون قرباناً لله"!


خطيته (هل هي خطية يا مجتمعنا الكنسي الراقد تحت تراب الذات والعالم؟ يا لها من خطية!) أنه غرد وحده خارج السرب في جيله وتبعه في ذلك كل من صاروا "الآبائيين" علمانيين وإكليروس ورهبان، فبدأت الأورثوذكسية الآبائية تتكشف معالمها وتنفض عنها غبار القرون الوسطى الذي أحكم قبضته خاصة في القرنين الأخيرين قبل القرن العشرين عندما لم يكن هناك ما يُسَلَّم سوى هذا.


الأب المصري المجدد لعمل الروح وشركة الروح، وفاحت رائحة طيب منهجه وسافرت إلى خارج مصر ليتتلمذ عليها كثيرون من كنائس عديدة. نعم، كان ثورياً وعنيداً من أجل ملكوت الله الذي وضعه وحده أمام عينيه وعيني تلاميذه، وفي كل موقف قال كلمة الحق عن كل ما يحدث (فعل هذا على طول الخط في الستينات والسبعينات). لكنه أبداً لم يفقد الحب ولا الاحترام ولا حرض ضد أحد ولا قَبِل أن يُساء لقيادة الكنيسة.


يُذكر له موقف مهم جداً: لما اشتدت الاتهامات الموجهة لكتاباته وفكره وتصيد أي شيء غير مستساغ في كتاباته ثم بناء حملة هجوم منظمة ضد ذلك، قام أحد رهبان دير أبو مقار الشيوخ المتنيحين (معروف) بوضع ردود على كل نقاط الهجوم والسخرية التي انتشرت في محاضرات الإكليريكية ومقالات الكرازة والكتيبات المطبوعة للشعب ثم جمعت في كتاب "بدع حديثة"، وطبعت بالفعل جزئين من عدة أجزاء كانت ستتوالى (قرأتهما وأشهد أنهما كانا رداً كتابياً وآبائياً سهلاً منهياً لكل نقاط الهجوم وفي عدم تطويل)، كان العنوان: "الأصول الأورثوذكسية الآبائية لكتابات القمص متى المسكين".


لا أتذكر متى بالتحديد، ربما مع بداية الألفية. لما سمع أبونا متى عن هذا وكان وقتها معتكفاً في استراحة الدير بالساحل الشمالي، استدعى أبونا الراهب الباحث وطلب منه وقف نشر هذا العمل فوراً وعدم الاستمرار فيه، وقال له بالحرف: "لا حِل لأحد يدافع عني، عاوز بطريرك الكنيسة يطلع غلطان في نظر الناس إيه الفايدة اللي هتعود على الكنيسة من كدة؟!"


النياح والفرح الأبدي لروح هذا المجاهد لأنه من بداياته جمع الحق والحب كوجهين لعملة ذهبية واحدة لا يطغي أحدهما على الآخر ولا بمقدار ذرة واحدة، إلا مع مضي سنوات العمر والمسيرة لما بدأ يرى أمام عينيه "المحبة" تحتل صدارة كل شيء، وهي أول ثمر الروح بلا نقاش.


ومع مرور الزمن، أصبحت رؤية الأب متى المسكين تتبلور بوضوح أكبر، فقد كان يركز على أن المحبة هي الأساس في كل شيء، وأنه بدونها لا يمكن للحق أن يكون كاملاً. كانت رسالته عن المحبة تتجلى في كل تعاليمه وكتاباته، وأصبحت منهجاً يسير عليه كل من تبعه.


في الأوقات التي كانت الكنيسة فيها تواجه تحديات وصعوبات، كان الأب متى يقدم نموذجاً للمحبة والتسامح، مؤكداً على أهمية الوحدة والانسجام داخل الكنيسة. لم يكن يسعى للانقسام أو الفتنة، بل كان دائماً يدعو للسلام والتعاون بين الجميع.


على الرغم من كل الهجمات والانتقادات التي تعرض لها، لم يتراجع الأب متى المسكين عن مبادئه. كان يؤمن بأن القوة الحقيقية تكمن في المحبة والتسامح، وأنه من خلال هذه القيم يمكن بناء مجتمع كنسي قوي ومتماسك. كانت رؤيته تتجاوز الخلافات والصراعات، وكانت تسعى دائماً للبناء والتطوير.


وبفضل تعاليمه ومبادئه، ترك الأب متى المسكين إرثاً عظيماً للكنيسة المصرية. أصبح مثالاً يحتذى به للكثيرين، وأثرت رؤيته في العديد من الأجيال التي جاءت بعده. كانت حياته مليئة بالتحديات، لكنه واجهها جميعاً بإيمان ومحبة، مما جعله رمزاً للثبات والتفاني في خدمة الكنيسة ومجتمعها.


في النهاية، يمكن القول أن الأب متى المسكين كان وسيظل رمزاً للمحبة والحق في الكنيسة المصرية. كانت حياته شهادة حية على أن المحبة والحق يمكن أن يجتمعا في تناغم تام، وأنه من خلالهما يمكن تحقيق التغيير الإيجابي والبناء الحقيقي. رحل الأب متى المسكين بجسده، لكن روحه وتعاليمه ستظل حية في قلوب كل من عرفه وتعلم منه.


النياح والفرح الأبدي لروح هذا المجاهد، الذي جمع الحق والمحبة كوجهين لعملة ذهبية واحدة، ليكون مرشداً ونوراً لكل من يسير على دربه، محققاً بذلك إرثاً عظيماً للكنيسة وللمجتمع بأسره.


Post a Comment

أحدث أقدم