شجرة التين ويهوذا: درس في النفاق والصدق

شجرة التين ويهوذا: درس في النفاق والصدق

شجرة التين ويهوذا: درس في النفاق والصدق


المقدمة:

يوم الثلاثاء من أسبوع الآلام، لعن المسيح شجرة التين بسبب عدم إثمارها. وفي نفس الأسبوع، أقام لعازر من الموت بعد أن انتن في القبر. هذان الحدثان يثيران التساؤل حول معايير الدينونة الإلهية، لكنهما يكشفان في الحقيقة عن بشاعة النفاق والكذب.


التشابه بين شجرة التين ويهوذا:

النبوة في سفر يشوع بن سيراخ توضح أن حياة المنافق أشقى من الموت. وهذا ينطبق على يهوذا الإسخريوطي، الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة. يهوذا، مثل شجرة التين، كان يظهر الإيمان من الخارج، لكنه كان فاسدًا من الداخل.


شجرة التين: تبدو مثمرة ولكنها فارغة من الداخل.

يهوذا: تلميذ المسيح ظاهريًا ولكنه يسرق من صندوق التبرعات ويسلم يسوع.


كلاهما كذب على نفسه وعلى الآخرين. هذا الكذب هو الذي قادهما إلى الهلاك.


خطورة النفاق والكذب:

النفاق والكذب يقفلان الطريق أمام أي محاولة للمساعدة أو التغيير. لو كانت شجرة التين تبدو مريضة، لكان المزارعون حاولوا علاجها، لكن كذبها منعهم من ذلك. وبالمثل، فإن الكذب والرياء يمنعان الله من مساعدتنا وتغييرنا للأفضل.


قوة الصدق:

على النقيض، الصدق يفتح الطريق نحو التغيير والنمو. المرأة السامرية، بصراحتها مع المسيح، حصلت على الخلاص وتغيرت حياتها. في مثل آخر، الشجرة التي لم تثمر لم يتم قطعها لأنها لم تكن تكذب. وهذا يؤكد أن الله يصبر ويعطي فرصًا للتغيير، ولكنه لا يتسامح مع الكذب والنفاق.


الدعوة إلى الصدق والتغيير:

يدعونا الله أن نكون صادقين مع أنفسنا ومعه. علينا أن ندرك عيوبنا ونواقصنا حتى يستطيع مساعدتنا في التخلص منها. يجب أن نزيل قلب الحجر ونزرع قلبًا من لحم، يتوق إلى وجود الله وحضوره. يجب أن نطلب من الله أن يجعلنا صادقين وأن يبعد عنا الكذب والرياء.


الخاتمة:

في النهاية، يجب أن نتذكر أن الكذاب يهلك حتى لو كان حيًا، والصادق يعيش حتى لو مات. دعونا نتعلم من شجرة التين ويهوذا، ونختار طريق الصدق الذي يقود إلى الحياة الأبدية.


درس من شجرة التين ويهوذا الإسخريوطي


في أسبوع العبور، نجد درسًا مهمًا من خلال مقارنة بين شجرة التين التي لعنها المسيح ويهوذا الإسخريوطي. فبينما أقام المسيح لعازر من الموت بعد أن أنتن، لعن شجرة التين التي كانت تبدو مثمرة من الخارج ولكنها كانت عقيمة من الداخل. وهذا يشبه يهوذا الذي كان يبدو كتلميذ مخلص للمسيح، ولكنه كان خائنًا ولصًا من الداخل.


تعلمنا هذه المقارنة درسًا مهمًا عن خطورة النفاق والكذب والرياء. فالشجرة لم تُلعن لأنها لم تكن مثمرة، بل لأنها كانت تُظهر غير ما تُبطن. وهذا يمنع أي محاولة لمساعدتها لتصبح مثمرة، سواء بوضع السماد أو تقليم الأفرع الضعيفة. فالكذب والرياء يغلقان باب المساعدة والتغيير من البداية.


على النقيض من ذلك، فإن الصراحة تسهل الطريق وتقصر المسافة. فعندما اعترفت المرأة السامرية للمسيح بأنها ليس لها زوج، مدحها وساعدها وغيّر حياتها في لحظة إلى حياة نقية، لأنها كانت واضحة وصريحة معه.


يعلمنا الكتاب المقدس أن الله لا يتسرع في الحكم على أحد باللعنة دون سبب، بل يصبر سنة وسنتين وثلاث وأربع كما في مثل شجرة التين الأخرى. ولكن إذا كذبنا على أنفسنا أو على الآخرين، فالله لا يمكن خداعه لأنه يرى ما في قلوبنا بوضوح.


لذلك، يجب أن نصلي طالبين من الله أن يعطينا الوضوح مع أنفسنا، وأن يفتح أعيننا على نواقصنا وعيوبنا حتى يساعدنا على التخلص منها. وأن ينزع منا قلب الحجر الذي لا يرى سوى عيوب الآخرين، ويزرع فينا قلبًا من لحم يمتلئ بحضوره، حتى تتحول العفونة إلى ثمر واللعنة إلى بركة.


فلنكن صادقين مع أنفسنا ومع الله، ولنبتعد عن الكذب والرياء، لأن الكذاب سيموت حتى لو كان لا يزال حيًا، والصادق سيحيا حتى لو مات. فكما قال المسيح: "من شجرة التين تعلموا المثل" (متى 24: 32).



Post a Comment

أحدث أقدم