سرّ البخور في القداس الإلهي: رمزية وتأمل
مقدمة
يُعدّ البخور عنصرًا أساسيًا في الطقوس الدينية المسيحية، لا سيما في القداس الإلهي. وتُضفي رائحة البخور العطرة أجواءً روحانيةً تُساعد المؤمنين على التأمل والتواصل مع الله. سنستعرض في هذه المقالة الرمزية الكامنة وراء استخدام البخور في القداس، مع التركيز على طقس تبخير الكاهن يديه، والتنوع في تطبيقه بين القداسات الليتورجية المختلفة.
البخور: عبق الذبيحة الروحية
في القداسين الباسيلي والكيرلسي، يقوم الكاهن الشريك بدورة بالمجمرة حول المذبح أثناء تلاوة الكاهن الخديم "أجيوس". وتُعدّ هذه الدورة رمزًا لرائحة السرور التي أشتمها الله الآب عند تقدمة ابنه على الصليب، والتي تمثّل ذبيحة روحية مقبولة. وتُعبّر دورة الكاهن بالبخور عن حياة المسيح الزكية التي وهبتنا الخلاص، وأهّلتنا للمشاركة مع السمائيين في التسبيح.
تنوّع طقس البخور في القداسات الليتورجية
يختلف طقس تبخير الكاهن يديه بعض الشيء بين القداسات الليتورجية الثلاثة:
القداس الباسيلي والكيرلسي: يبخّر الكاهن يديه ثلاث مرات قبل ملامسة القرابين.
القداس الغريغوري: لا يتضمن دورة بالبخور حول المذبح.
تفسيرات طقس تبخير اليدين
أشار علماء طقس الكنيسة إلى تفسيرات مختلفة لطقس تبخير الكاهن يديه:
بن سباع: يُعدّ تبخير اليدين استعدادًا لحمل القرابين المقدسة.
البابا غبريال الخامس: يُعبّر عن تقديس اليدين قبل ملامسة القرابين.
القمص أثناسيوس المقاري: يُشير إلى أن البخور الذي ينقله الكاهن من الشورية إلى القرابين يُذكّرنا بأن الذبيحة هي المسيح نفسه. كما يُفسّر تبخير اليدين ثلاث مرات برمزية مشاركة الثالوث القدوس في الفداء.
الخلاصة
يُشكّل البخور رمزًا للذبيحة الروحية المُقدّمة لله، ويُضفي على القداس الإلهي أجواءً روحانيةً تُساعد المؤمنين على التواصل مع الله. ويمثّل طقس تبخير الكاهن يديه تقديسًا واستعدادًا لملامسة القرابين المقدسة. وتُظهر التنوعات في تطبيق هذا الطقس بين القداسات الليتورجية الثلاثة غنى وتنوّع التراث الطقسي للّكنيسة الشرقية.
إرسال تعليق