5 علامات يمتلكها البشر تشير صراحة الى الايام الأخيرة

5 علامات يمتلكها البشر تشير صراحة الى الايام الأخيرة

5 علامات يمتلكها البشر تشير صراحة الى الايام الأخيرة


أصدقائى المتابعين لموقع كوبتك كوجي في هذا المقال سنتناول موضوعًا هامًا جدًا من الكتاب المقدس، وهو صفات الناس في الأيام الأخيرة، كما وردت في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس. سنستعرض هذه الصفات واحدة تلو الأخرى، ونتأمل في معانيها العميقة وتطبيقاتها في حياتنا اليومية كمسيحيين، لنتمكن من التعرف عليها والتحذير منها والعمل على تجنبها بنعمة الله.


العلامة الأولى: محبة الذات وحب المال


يقول الكتاب المقدس: "لأنّ الناس يكونون محبّين لأنفسهم، محبّين للمال" (2 تيموثاوس 3: 2). إن واحدة من أبرز صفات الناس في الأيام الأخيرة هي ميلهم الشديد نحو حب الذات. على الرغم من أننا جميعًا نحب أنفسنا، إلا أن الأنانية البغيضة هي التي نشير إليها هنا. قد ندعي أننا نحب الله والآخرين، ولكن تصرفاتنا تكشف عن ميلنا الشديد نحو رضا أنفسنا وحرصنا على تحقيقه، وبالتالي نعيش لأجل أنفسنا فقط، محاولين جاهدين أن نرضي أنفسنا بأي وسيلة.


يواصل الإنسان جهوده لترقية ذاته، ولكي يظل متفوقًا وسط الآخرين، قد يصل إلى درجة لا يتورع فيها عن إزدراء الآخرين وحتى قد يستخف بهم دون أي مبالاة... إلا بنفسه؟ النتيجة النهائية هي "من يحب نفسه يهلكها" (يوحنا 12: 25).


تتجلى محبة الذات بوضوح في حب المال، ولكن المشكلة ليست في المال نفسه، بل في التعلق الضار به، "حب المال" الذي هو أصل كل الشرور. من يستسلم لهذا الحب الفاسد، يتخلى عن الإيمان والاعتماد على الله، ويتسبب في إحداث آلام كثيرة لنفسه ولغيره (1 تيموثاوس 6: 10).


وضّح الملك سليمان الغني والحكيم الفارق بين المال كنعمة من الله وبين التعلق المرضي به: "إن كل إنسان يعطاه الله ثروة ومالًا، ويجعله في سلطته حتى يستخدمه ويأخذ نصيبه منه ويفرح به، فهذه هي هبة الله". ولكن: " مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْل." (جامعة 5: 10، 19). في سعيه الحثيث وراء الثراء، يلقى الكثير من النجاسات أيضًا، فالْمُسْتَعْجِلُ إِلَى الْغِنَى لاَ يُبْرَأُ. (أمثال 28: 20).


هذا النوع من الإدمان ليس مقتصرًا على الأثرياء فقط، فقد يكون الشخص فقيرًا أو متوسط الحال، ولكن إذا كان يفكر دائمًا بشغف ويتوق إلى المال بشدة، ويهتم به في كل الأوقات... أليس هذا هو العبودية بحد ذاتها؟


هل يجعل هذا كل شيء في نظرنا قابلًا للبيع؟ هل يشمل ذلك الضمير والأخلاق والقيم؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإننا نغرق في بركة حب المال، والله وحده من يمكنه أن يخلصنا منه.


العلامة الثانية: الكبرياء والتجديف


يقول الكتاب المقدس: "الناس في الأيام الأخيرة (2) محبّين للمال... متعظّمين، مستكبرين، مجدّفين" (2 تيموثاوس 3: 2).


إنّ حب المال يجعل الناس يتعظمون ويتباهون بثراءهم الزائد، ويسعون جاهدين لتحقيق كل ما تشتهيه نفوسهم. لكن لو تذكّر الإنسان دائمًا أن كل نعمة صالحة وكل بركة هي من الله، لما كان هناك مجال للتباهي! إذا كان الإنسان يتذكر مصدر النعم ويقدّره، فإن ذلك يحول دون انغماسه في الافتخار بذاته. يوجد بالطبع الكثير من الأشخاص الذين يتصفون بالسخاء والعطاء، وهم أمثلة نموذجية يحتاجها مجتمعنا، ولكن العديد يسعون للشهرة والتقدير والمكانة بدلاً من العطاء الصافي، الذي يمدح الله ويخدم الآخرين.


قديمًا، حاول الناس بناء برج بابل للوصول إلى السماء، ولكن ألّف الله ألسنتهم ففشلوا في تحقيق هذا الهدف وفقدوا حتى قدرتهم على التواصل بينهم. يعبر المتكبرون بأفعالهم وأقوالهم عن اعتقادهم بأنهم أفضل من الآخرين، سواء بسبب وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي أو بسبب مواهبهم التي وهبها الله لهم. وبدلاً من الاعتراف بالنعم وشكر الله عليها، يغلب الكبرياء والتكبر في قلوبهم. والسخرية الكبرى هي أنهم يعلمون أن كل شيء يزول مع الوقت، ومع ذلك، يستمرون في التباهي!


الكبرياء يدفعنا إلى هجوم واستغلال الآخرين، ولكن الخطأ الكبير هو أن المتكبرين يعتدون على الله أيضًا. فهم يفتخرون بشهواتهم ويتجاوزون حدودهم، وبذلك يهينون الله. إنهم يظنون أنهم لن يُحاسبوا على أفعالهم. إنهم ينكرون وجود الله ويحاولون أن يظهروا أنفسهم كآلهة، وهذا هو أعظم شكل من أشكال الفساد البشري. ليت الله يليّن قلوبنا لمعرفته، ومن خلال هذه المعرفة التجريبية، يتحول التكبر إلى تواضع حقيقي، والتعظيم إلى انكسار، والانغماس في الذات إلى شكر دائم لرب الكون.


العلامة الثالثة: عدم طاعة الوالدين وعدم الشكر


يقول الكتاب المقدس: "الناس في الأيام الأخيرة (3) غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين" (2 تيموثاوس 3: 2)


هل تصدق أن من يتجبر ويتجاهل الله، قد يكون غير قادر على تقدير وطاعة والديه بشكل صحيح؟ فإن كرامة الوالدين تأتي كخامس وصية من وصايا العشرة، لكن الوصايا الأربع الأولى تدور حول عبادة الله وتقديره، ولذا فمن ينكر على الله ولا يحترمه، لا يمكنه أبداً أن يقدر والديه بشكل صحيح.


استمع إلى الجاحدين يقولون لله: "ابعد عنّا وبمعرفة طرقك لا نُسرّ. من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع إن التمسناه؟"(أيوب 21: 14- 15). فعدم الانقياد لأمر الله يظهر في تعدي على حقوق الوالدين، مما يقلل من احترامهم وسلطتهم بشكل كبير، مما يؤدي في النهاية إلى تفكك الأسر، كما نراه في الزمان الحالي.


حاول حكماء اليهود سابقًا التفاوض في هذا الأمر من خلال تحديد تقليد يعفي الابن من واجبه تجاه والديه في حال كان يكرس ممتلكاته لله أو للهيكل، ولكن السيد يسوع شجب هذا التصرف قائلاً لهم: "إنكم تُبطلون كلام الله بتقليدكم" (مرقس 7: 9-13).


والأكثر من ذلك، من لا يقدر والديه الذين أنجبوه وربوه، فبالتأكيد لن يحترم ولا يقدر الآخرين. كم يفتقدنا للتقدير والشكر والامتنان في هذه الأيام!


كم هو نادر استخدام الكلمات البسيطة مثل "شكرًا"، "من فضلك"، "لو سمحت"، وغيرها من العبارات اللطيفة. في زمن مليء بالشر، ليتنا نتذكر أن نطيع والدينا في الرب لأن هذا الأمر حق، وأن كل ما نقوم به من قول أو فعل، يجب أن يكون باسم الرب يسوع، معربين عن شكرنا لله والأب به (أفسس 6: 1، كولوسي 3: 17).


ألا نتشبه بسيدنا الذي كانت أيامه مليئة بالشكر؟ فلنقدم له حياتنا كتقديم دائم للشكر. تعالوا لنشكر الله على نسمات الحياة وعلى البركات اليومية من الهواء والطعام والشراب. لنقدر شخصه وعنايته لنتعلم كيف نقدر ونشكر الآخرين أيضًا.


العلامة الرابعة: الخيانة والاقتحام والغرور


يقول الكتاب المقدس: "الناس في الأيام الأخيرة (4) خائنين، مقتحمين، متصلّفين" (2 تيموثاوس 3: 4)


أعترف عزرا وهو يبكي وصلّى وصام بسبب خيانة أهل السبي (عز 10: 1، 6). اليوم، أصبحت الخيانة من السمات البارزة المُميّزة للأيام الأخيرة ، حيث أصبحت خيانة الأهل والأصدقاء أمراً شائعاً. فقد فقد الناس الشعور بشناعة الغش والخداع والتضليل لأجل مصالحهم الشخصية.


تجد الخيانة في كل مكان، حيث يتعاون الأصدقاء والشركاء من أجل مصالحهم الشخصية، وقد انتشرت الخيانة في القلوب تاركة وراءها الفساد والدمار.


لاحظت أن الخيانة الزوجية حتى أصبحت تُبرّر بطرق مختلفة للتخفيف عن الضمير، ولكنها في الواقع خيانة لعهد الزواج الدائم أمام الله والناس.


الاقتحام أو التعدي أيضاً يمثل سلوكاً لا يهتم بمشاعر الآخرين، حيث يعيش الخائنون بدون قيود ويتصرفون بحرية دون مراعاة للآخرين.


في الوقت الحالي، قد يُنظر إلى الاقتحام على أنه استغلال للفرص أو روح ريادية، لكن عندما يؤدي ذلك إلى إهانة الآخرين والتجاوز على قيم ومبادئ أساسية، يُعتبر ذلك اقتحاماً وتعدياً.


وبعد ذلك يأتي الغرور، حيث يصل الإنسان بسهولة إلى هاوية الغرور والكبرياء بعد أن يجعل المال والمظاهر الخارجية همه الأساسي. إنها الشخصية الأنانية التي تحتل مكانها في قلب الإنسان دون مراعاة للآخرين أو حتى لله.


المثال الأقسى على الغرور هو الشيطان الذي أراد أن يصعد الى السماوات ويرفع كرسيّه... ويصير مثل العلي (أشعياء 14: 13، 14). انه رائد مدرسة العجرفة والمباهاة والرغبة في الامتلاك. أرجوك، لا تكن من أتباع هذه المدرسة وتربط مصيرك بمصير الشيطان المحتوم، وهي النار الأبدية المعدّة أصلاً لإبليس وملائكته (متى 25: 41). بالأحرى إنه وقتٌ للرجوع الحقيقي إلى الله... إنه وقت التوبة وباب التوبة مفتوح الى الآن.


العلامة الخامسة: محبة اللذات وإنكار قوة التقوى


يقول الكتاب المقدس: "محبّين للّذات دون محبة لله، لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوّتها" (2 تيموثاوس 3: 4-5)


محبة الله هي السبيل الوحيد نحو السعادة الحقيقية، فإنه مصدر كل الخير والفرح، ومن يجده يجد كل ما يحتاجه للسعادة. أما من يسعى وراء اللذات الدنيوية، فإنه سيخيب آماله في النهاية. في هذه الأيام الأخيرة، هناك أناس يحبون النفس أكثر من حب الله، وعلى الرغم من أنهم يظهرون صورة من التقوى، إلا أنهم ينكرون قوتها.


هناك انحدار مخيف نحو الهلاك، حيث إما أن تكون محبة الله فوق كل شيء، أو تكون محبة اللذات. فإذا لم تكن محبة الله هي الأهم، فإن محبة اللذات ستسيطر وتقود الشخص إلى طريق المتع الحسية والمتع الزائلة التي تدمره وتدمر من حوله. هذا مثل إنسان يسقط في خطية الزنى، يذهب وراء المتع كالثور المُجذَّب إلى الذبح، كالطير المُسرع نحو الفخ دون أن يعلم أنه يُعد لنفسه للمصيدة، كما ورد في (أمثال 7: 22-23).


الأمر المحزن هو أن البشر، في حين يقول الله "لذّاتي مع بني آدم"، يبحثون عن المتع بعيدًا عنه، يسعون وراء المسرات المحرمة واللذات الزائلة بالخطية.


أحد سمات الأيام الأخيرة هو التديّن الظاهري، الذي هو من أخطر ما يمكن أن يحدث في حياة الإنسان. إنه عباءة تُظهرنا بمظهر مشرق أمام الآخرين، ولكنها تخفي حقيقتنا الداخلية. يمكن للإنسان أن يخدع الكثيرين، لكن الله يعلم كل شيء عن الإنسان من الداخل والخارج، ولا يمكنه خداعه.


التدين الخارجي والقناع الوهمي للقداسة هو ما نتحدث عنه، إنها صورة خالية من الروحانية، "صورة التقوى بلا قوة". إنه قناع يُعطي غطاءًا مثاليًا لفعل الشر. وهكذا يعيش كثيرون في الرياء والزيف، يحيون في الخطية وفي الوقت نفسه ينادون باسم الله، دون أن يعرفوا الله بشكل حقيقي.


أيها الأخ، أيتها الأخت، أرجوكم احذروا هذا النمط الذي يتناقض مع التقوى لدى الله (أي 15: 4). فالبعض يعتقد أن التقوى هي تجارة... ولكنكم يا أحباء الله اهربوا من هذا، واتبعوا البر والتقوى، كما جاء في (1 تيموثاوس 6: 5-11).


لقد استعرضنا معًا صفات الناس في الأيام الأخيرة كما وردت في كلمة الله. فلنحذر من هذه الصفات السلبية، ولنعمل على تجنبها بنعمة الرب، ولنسع دائمًا لمحبة الله فوق كل شيء، والتمسك بالتقوى الحقيقية التي تنبع من قلب مخلص لله. آمين.


Post a Comment

أحدث أقدم