انطلاق الروح | تطبيق انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث



انطلاق الروح
من أروع الكتب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الآن بين ايديكم كتطبيق منسق بشكل رائع وجذاب يعمل على الهواتف الذكية.
من كلمات قداسة البابا :-


انطلاق الروح | تطبيق انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث

الإنطلاق من معرفة الخطية

أن تحدثنا عن انطلاق الروح ، فعله يقف أمامنا هذا السؤال .
من أي شئ تنطلق الروح ؟
ونجيب بأن الروح وهي علي الأرض ، تجاهد لكي تنطلق من أشياء كثيرة ، سوف يحدثك عنها هذا الكتاب ..
غير أن هناك شيئاً آخر مهما حاولت الروح أن تنطلق منه علي الأرض ، فلا أظن أنها تستطيع !.. ربما الانطلاق منه هو أحدي المتع التي ننالها في الأبدية .. فما هو هذا الشئ ؟ أنه :
الانطلاق من معرفة الخطية .
عندما خلق الإنسان الأول ، خلقه بسيطاً نقيا لا يعرف خطية علي الأطلاق ، ولا تفاصيل الخطايا ، ولا أسماءها .. كان كذلك ، قبل أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر .. كان في براءة الأطفال ، وربما أكثر ...
ولذلك حينما اغريت حواء من الحية ، ما كانت تعرف ..
كذبت عليها الحية وقالت " لن تموتا " .. وقالت { تصيران كالله ..}{تك5:3}. وحواء ما كانت تعرف أن هناك شيئاً اسمه الكذب . وما كانت تشك في صدق الحية ، لأنها ما كانت تعرف الشك .
كان آدم وحواء لا يعرفان سوي الخير فقط . أما الشر ، فما كان يعرفانه . ولكنهما لما آكلا من الشجر دخلتهما معرفته .
دخلت إلي الإنسان معرفة جديدة ، هي معرفة الخطية .
بل معارف أخري عديدة ، عكرت صفو النقاوة الطبيعية الأولي ، ينطبق عليها قول الحكيم
انطلاق الروح | تطبيق انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث
" الذي يزيد علما ، يزيد حزنا " {جا18:1}.

* شكرا لأبينا قداسة البابا المعظم فلقد أثر إهداء أبنائه هذه الأفتتاحية .

ولعل اول شئ عرفه آدم ، أنه عرف أنه رجل وأن حواء امرأة ، وبدأت معرفة الجنس تدخل إلي ذهنه ، ثم إلي مشاعره وعرف أن هذا شئ يخجل منه ، فبدأ يغطي نفسه . ثم عرف الخوف ، فبدأ يختبئ وراء الأشجار . وبمرور الوقت بدأ الإنسان بعرف خطايا عديدة جداً .
واصبحت هذه المعرفة راسخة في ذهنه ، تثير عليه حروبا روحية في بعض الأوقات ظز وان لم يقع في هذه الخطاي ، قد يقع في أدانه غيره عليها . وأصبح الإنسان يعيش في ثنائية الخير والشر ، الحلال والحرام .
فمتي يتخلص من هذه الثنائية ؟
انطلاق الروح | تطبيق انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث
ومتي يرجع عقله إلي نقاوته ؟ ومتي تزول من ذهنه معرفة الشر . سواء أكانت وصلت إليه عن طريق العقل ، او عن طريق الخبرة ، والممارسة ؟ متي يتخلص من تذكار الشر الملبس الموت ؟ ..
لا أظن ذلك يحدث علي الأرض اطلاقاً ، اما يحدث في الأبدية حسبما قال القديس بولس الرسول حينما كان "يسكب سكيبا ووقت انحلالة قد حضر" قال لتلميذه تيموثاوس.
{ وأخيرا قد وضع لى اكليل البر}{ 2تى8:4 } .
اخيرا سيتكلل الانسان بالبر ...البرالذي لايعمل خطية والبرالذي لا يعرف خطية ، والبر الذي لا يعرف خطية .. يتكلل بالقداسة التي بدونها لا يعاني أحد الرب . ولكن متي ؟ يجيب الرسول مكملاً حديثه عن أكليل البر " الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل . ليس لي فقط ، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً " ..
اكليل البر هذا ، هو الشهوة التي تنطلق إليها الروح ..



انطلاق الروح | تطبيق انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث
أما علي الأرض ، فاننا كل يوم نخطئ ، وفي كل يوم نحتاج الي توبة . ولا يوجد إنسان بلا خطية ، ولو كانت حياته يوماً واحداً علي الأرض ...
متي ننطلق حقاً من معرفة الخطية ؟ ولا نعرف الا الله وحده وما يحيط به من نور ، ليست فيه ظلمة البتة.
سيكون لك حينما نلفظ ثمرة معرفة الخير والشر التي اكلها ابونا في ذلك الزمان .
وحينئذ نعود إلي رتبتنا الأولي ..
بل اننا في الأبدية ، سنكون في حالة أفضل من حالة آدم في الفردوس . فآدم وحواء كانا في حالة بر ، مع امكانية السقوط . أما في البدية فسوف نتكلل بالبر ، البر الذ لا توجد فيه اية امكانية للسقوط .
فأن كنا سنصير في حالة أفضل من حالة الإنسان الأول قبل السقوط ، فعلي القل سنشابهه في الرباءة والنقاوة والبساطة وعدم معرفة الخطسة .
سننسى الخطية بكل صورها وكل تفاصيلها وكل ذكرياتها .
ولا تبقي في اذهاننا الا أيجابية الحياة الروحية ، في محبة الله ، والتأمل في صفاته الجميلة ،
والتأمل في السماويات ، وما لم تره عين ، أو تسمع به اذن ، أو يخطر علي قلب بشر .
بهذا تكون الروح قد وصلت إلي قمة انطلاقها .
اما هنا علي الأرض ، فأقصى ما تصل إليه الروح هو الإنطلاق من سيطرة الخطية والمادة والجسد ، لكي تحيا طليقة { تعتنق من عبودية الفساد ، الي حرية مجد أولاد الله }{رو21:8}.
هل شعرت أن روحك وصلت إلي هذه الحرية ؟
هل الحرية هي أنطلاق الروح . أنطلاقها من كل قيد يعوق وصولها إلي الله .. وكيف ذلك ؟ هنا وأتركك امام هذه التأملات التي كتبت غالبيتها في بداية الخمسينات ، قبل دخولى إلي الرهبنة ...

شنوده الثالث

حملوه الآن من هنا




Post a Comment

أحدث أقدم