تاريخ اللغة القبطية المصرية وعلاقتها باللغة الهيروغليفية

تاريخ اللغة القبطية المصرية وعلاقتها باللغة الهيروغليفية

History of Egyptian Coptic Language And its relationship with hieroglyphics 

تمهيد:
- كانت تعرف مصر قديما عند الشعوب السامية المجاورة لها باسم مصر في الآشورية ومصرين في الآرامية، ومصرا يم في العبرية. وعرفها العرب باسم مصر. والمصر في اللغات السامية تعني الحد.
- وربما تكون عربت عن العبرانية التي نقلت مع اليهود من مصر قديما
- " ما – سى – را " وتعني في اللغة المصرية القديمة " مكان أبن أو أبناء الشمس".
- كما سمى المصريون بلادهم قديما باسم " كيمي " (kemi) أي الأرض السوداء وكيمي أو خيمي مأخوذة من حام. بن نوح، الذي سكن أرض مصر بعد حادثة برج بابل، وحام أيضا تعني أسود. وقد ورد في مزامير داود النبي عن مصر " ارض حام ".
- وقد أسماها الآشوريون (هيكوبتاه) وهو من الاسم الذي كان يطلقه المصريون على عاصمة مملكتهم في ذلك الوقت وهي منف " إبكاهي إنكام epkahe_ enkam; "
- (الأقصر حاليا)، ومعناه " بيت روح بتاح " وتطور اسم هيكوبتاه إلى فقط أو جيبت كما نطقها اليونانيون وأضافوا إليها في النهاية حرف (وس) للتعريف فنطقوها جيبتوس ثم نقلت إلى الإنجليزية Egypt، ولكن العرب نطقوها قبط.
- فالأقباط هم المصريون القدامى، واللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة التي تكلم بها
سكان وادي النيل منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل ميلاد السيد المسيح. واستمرت كلغة رسمية للبلاد حتى قرب نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر.

تاريخ اللغة القبطية:
+ هنا ونود الإشارة إلى أن صلتنا باللغة الهيروغليفية أو المصرية القديمة قد انقطعت منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا. حتى حدثت حركة إحياء العلوم في أوربا فكتب أحد اليسوعيين وهو أثناسيوس كيرشر في عام 1636م رسالة عن اللغة القبطية أثارت الاهتمام بين العلماء الأوربيين، ثم تلي ذلك حدث له الأثر الأكبر على إحياء هذه اللغة والاهتمام بدراستها وهو اكتشاف بعض الجنود الفرنسيين عام 1799 للحجر المعروف بحجر رشيد - أثناء الحملة الفرنسية على مصر - ومكتوب على الحجر نصوص بثلاث لغات كما أعتقد في ذلك الوقت. ولكن في الحقيقة أنه كان مكتوب بلغتين فقط هما المصرية واليونانية، ولكن اللغة المصرية كانت قد كتبت بخطين مختلفين هما الهيروغليفية والديموتيقيه. وهما شكلان مختلفان للغة واحدة كما سيتبين فيما بعد. وسرعان ما تمت ترجمة النص اليوناني، وفشلوا في قراءة الخطين الآخرين، حتى قدم السيد / توماس يونج في عام 1816 (الذي يدين له العالم بنظرية موجه الضوء) فأثبت الحقيقة التي قرر فيها أن الهيروغلفية والديموتيقيه هما صورتان مختلفتان في شكل الكتابة، وليستا لغتين مختلفتين، وقد ساعده على فك طلاسم اللغة كاهن قبطي مسن وامرأة عجوز بصعيد مصر يجيدان اللغة القبطية والديموتيقيه . (مع عدد قليل من الأسر القبطية بصعيد مصر في ذلك الوقت).
كما أثبت العالم توماس يونج أن العلامات المختلفة يمكن أن تستعمل لتأدية نفس الصوت. وأن الحلقات الملكية " المسماة الآن بالخراطيش " تحوي الأسماء الملكية
كما مبين في اللوحة (1).


تاريخ اللغة القبطية المصرية وعلاقتها باللغة الهيروغليفية

وبعد ثمان سنوات أي عام 1822م نشر جان فرانسوا شامبليون (1790م – 1832م) كتابه المشهور Letters M. Dacier, أشار فيه إلى الطريقة الصحيحة لحل الطلاسم ثم نشر في كتابه عام 1824م “ Précis du Systime Hieroglyphique” الذي أحدث انقلابا في الموضوع كله، ووضع أساسا للقراءة الصحيحة لهذه اللغة المنسية زمانا طويلا. والهامة جدا لأهم حضارات التاريخ. كما أتضح أن اللغة المصرية ذات صلة حميمة باللغات السامية والحامية وقد نالت الصلة باللغات السامية اهتمام ودراسات كافية، أما الجانب الحامي فلا يزال بحاجة إلى الدراسة والبحث
– اللوحة (2).

تاريخ اللغة القبطية المصرية وعلاقتها باللغة الهيروغليفية


مراحل تطور اللغة المصرية :
هذا التطور شملا جميع اللهجات المختلفة للغة المصرية خلال التاريخ. فكانت اللغة تقوى وتزدهر تارة وتخبو وتضعف تارة أخرى شأنها في ذلك شأن جميع اللغات حسب الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري، والثقافي للبلاد.
والتقسيم التالي هو الذي أتبعه عالم اللغة جاردنر في كتابه عن تطورات اللغة المصرية
Gardiner , Egyptian Grammar , Oxford 1927- PP. 5-6 وهذا التقسيم كالآتي :

1- اللغة المصرية القديمة :
قبل الكتابة في نصوص. كتبت اللغة في شكل علامات تخدش على الأواني، ويبدو أنها كانت علامات تجارية، وكان هذا قبل الميلاد بحوالي 4000 سنة ثم تلاها الكتابة في نصوص، وهي لغة الأسر من الأولى إلى الثامنة أي منذ حوالي 3400 ق.م إلى سنة 2400 ق.م، والمستندات المتبقية من هذه المرحلة عبارة عن وثائق رسمية وجنائزية، ونصوص لمقابر. وكذلك سير لبعض الأشخاص، ومنها نصوص الأهرام. واستطاع منذ زمن الأسرة الأولى الكتابة بالطريقة الهيروغليفية والهيراطيقية، وكذا طريقة عشرية للعدد حتى المليون. كما هو مبين باللوحة.
ولكن تطور اللغة من شكل الصور والرسوم إلى النصوص لم يلغي استخدام النقوش والصور، بل استمر إلى وقت متأخر وكان يتباهى المصريون بجمال لغتهم في النقوش والألوان التي يستخدمونها في الكتابة، وكان يمكن كتابة اللغة الهيروغليفية من اليمين إلى اليسار، أو على العكس كما يتضح ذلك على التوابيت في الأدعية التي كتبت للموتى، وعادة تبدأ كتابة الأدعية عند الرأس وتستمر دائرة حوله حتى تتقابل عند القدمين، ويستطاع تحديد الجهة التي يبدأ بها النص " الكتابة " باتجاه رؤوس الأحياء مثل الصقر أو البومة أو أي طائر أو إنسان .
وكانت العلامات الهيروغليفية تلون ولكل منها لونه المناسب، والطيور بصفة خاصة كانت عادة تلون بألوانها الطبيعية مما يعطيها جمالا خاصا. ولقلة أنواع الأصباغ المستخدمة في ذلك الوقت، كان هناك تقليد معين لتلوين بعض الأشياء فمثلا النحاس يلون بالأزرق والذهب بالأصفر والخشب بالأخضر أو الأحمر، والماء بالأزرق بخطوط سوداء، والمنسوجات بالأحمر...الخ.

2- اللغة المصرية المتوسطة :
وهى لغة الآداب من الأسرة التاسعة إلى الأسرة الثامنة عشر أي منذ عام 2400ق.م إلى 1350 ق.م .

3- اللغة المصرية الحديثة :
 هي لغة العامة من الأسرة الثامنة عشرا إلى الرابعة والعشرين أي منذ حوالي عام 1580ق.م إلى سنة 710 ق.م وقد وجد مدونا بها مستندات خاصة بالمعاملات والخطابات، وبعض القصص والروايات الأدبية. كما أنه دونت بها نصوص تاريخية للأسرة التاسعة عشر وما بعدها. والباقي منها إلى الآن قليل جدا. وهذه المرحلة هي التي بدأ فيها ظهور بعض الكلمات الأجنبية التي اختلطت باللغة.

4- اللغة الديموتيقية :
هو اللفظ الذي أطلق بشكل عام على اللغة المستعملة في الكتب والوثائق التي كتبت منذ الأسرة الخامسة والعشرين إلى أخر عصر الرومان أي منذ عام 700 ق.م إلى عام 47م.

5- اللغة القبطية :
هي أخر ما وصلت إليه اللغة في تطورها الجديد منذ القرن الثالث الميلادي وما بعده، وقد كتبت فيه بالحروف اليونانية.

+ تقسيم أخر لتطور خطوط اللغة المصرية، أو المراحل التي اجتازتها كتابة اللغة المصرية وهي كالآتي:

أ – الخط الهيروغليفي :-
وقد أكتسب صفة القدسية، وهذا الاسم من كلمتين يونانيتين هما (هيروس = مقدس)، و (غليفوس = نقش). والعلامات الهيروغليفية يمكن تقسيمها إلى أربع مجموعات هي:


1- الحروف الأبجدية 
تاريخ اللغة القبطية المصرية وعلاقتها باللغة الهيروغليفية

 2- المقاطع من حرفين أو ثلاثة

3- علامات الكلمات (صور أشياء تستعمل ككلمات 


4- المخصصات وهي صورة الشيء الذي كتب بالحروف والمقاطع وهي سواكن وليس بها متحركات. 
واحدث كتابة هيروغليفية وجدت بمصر يرجع تاريخها إلى عهد الإمبراطور داكيوس أي منتصف القرن الثالث الميلادي " كتاب قواعد اللغة المصرية القبطية تأليف الدكتور / جورجي صبحي بمطبعة المعهد الفرنسي سنة 1925م ص6، و أما الدكتور ورل فذكر في كتابه " أن النصوص الهيروغليفية فقد استمرت إلى عام 394م. والنصوص الديموتيقية إلى عام 452م.
"Worrel , Ashort Accunt of the Copts , Michigan 1945 P.P. 8-9

ب - الخط الهيراطيقي:
وهو أسهل من الهيروغليفي بعض الشيء في الكتابة، واستعمله الكهنة والتسمية من اللغة اليونانية، ومعناها " خاص بالكهنة".

ج – الخط الديموتيقي:
وهو أسهل في كتابته من السابق ومعناه في اليونانية خاص بالشعب، وقد أستمر استعمال الديموتيقية حتى القرن الرابع الميلادي خصوصا في آنس الوجود بأسوان حيث تأخرت عبادة الأوثان إلى ذلك الوقت.

 د – الخط القبطي:

وهو تسجيل اللغة المصرية في شكل الحروف اليونانية. وكان ذلك قبل الميلاد بدليل العثور على نصوص قبطية وثنية، أي باللغة المصرية بحروف يونانية، وبها حروف ديموتيقية وهذه النصوص محفوظة بكل من متحف باريس ولندن. وقد أضافوا إلى الأبجدية اليونانية سبعة حروف أخذت من الخط الديموتيقي، تعبر عن أصوات ليس لها مقابل في اللغة اليونانية، وهي الأحرف (شاي، فاي، خاي، هوري، جنجا، تشيمي، تي.)


 وهناك حروف تختلف قليلا في الشكل وقد تختلف في التسمية. وما يميز اللغة القبطية عن اللغات المصرية السابقة هو أنها الشكل الوحيد الذي يكتب بحروف متحركة. مما أدى إلى تغير النطق في بعض الكلمات مثال : خ ت ب < T P بمعنى قتل أصبحت تكتب خ و ت ي ب < O T? P .

واللغة المصرية القديمة (القبطية) لها تأثير على لغات عالمية، وما زالت تستخدم بعض الكلمات في هذه اللغات حتى يومنا هذا وأصلها قبطي مثال : 


كلمات قبطية في لغات آخرى
كيمي – أسم مصر- (الأرض السوداء)  XöööäääÄÄÖ’Üü/“°hmi
الكيمياء علم Chemie - Chemistry
’’’’’’’ طبيب  Medicine – Medecine - Medizin  Met cini
ميلاد المسيح Xrictoc mici    Christmas
صمغ Komh    Gum – Gummi
مانح الشفاء Farmaki   Pharmacy صيدلية
الواحة  Ossis   Wüüäöüäöuacic
حروف مستعملة في اللغة الروسية مثال  ÄÖÜ°“ÜÄÖ`Ü’ÖÜßß´üööä´F   S

Post a Comment

أحدث أقدم