السيناريو الكابوسي: ماذا يحدث لو تعرضت المنطقة لهجوم نووي؟
تحليل علمي وعواقب وخيمة لا يمكن تصورها
مقدمة: وهم الحل النووي
أصدقائي متابعي موقعنا الكرام، أهلًا بكم في مقال جديد. في ظل التوترات المتصاعدة والقلق الذي نعيشه مؤخراً، قد يظن البعض، بدافع الغضب أو اليأس، أن استخدام السلاح النووي قد يكون "نهاية المطاف" لمشكلة مستعصية. قد تسمع من يقول: "يا ليت إيران تضرب إسرائيل بالنووي ونخلص!"
للأسف الشديد، هذه الكلمة، لو تحولت لحقيقة، لن تكون "نهاية" لأي شيء سيء. بل ستكون بداية لجهنم على الأرض، بداية لدمار شامل يطال الأخضر واليابس. دمار ستظل آثاره لعشرات، وربما مئات السنين. إن من يتوهم أن العالم سيرتاح، هو للأسف لا يدرك، بل لا يتخيل حجم الكارثة التي قد تحيق بنا في وطننا العربي.
من منا يتمنى الدمار والموت؟ من منا يتمنى الشر لأي إنسان، مهما كان؟ الله من محبته للإنسان خلقه على صورته ومثاله وأوصاه أن يحب قريبه "الإنسان" كنفسه، أي أن نحب بعضنا البعض، وأن نزرع السلام، لا أن ندمر ونهلك. من يتمنى شيئاً كهذا، كأنه يتمنى خراب المنطقة بأسرها على أهلها. خرابنا نحن في الشرق الأوسط، على أهلنا، على أولادنا، على أحفادنا، وعلى كل الأجيال القادمة.
يجب على كل واحد منا أن يفهم بعقله وقلبه أن فكرة السلاح النووي كحل لأي مشكلة، ليست خطيرة فحسب، بل هي فكرة مدمرة، ومبنية على جهل عظيم وعواقب لا يمكن تحملها. إن السلاح النووي، عندما ينفجر، لا يفرق بين عدو وصديق، ولا يفرق بين إسرائيلي أو فلسطيني أو مصري أو سوري أو أردني أو لبناني. آثاره تطول كل من حوله، وتدمر أجيالاً قادمة ومستقبل شعوب بأكملها. إن من يتمنى هذا، كأنه يتمنى خراب المنطقة كلها، خراب بيوتنا وأولادنا، وتدمير كل بصيص أمل في المستقبل. التعاليم الإلهية تدعو للمحبة والسلام. "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9). السلاح النووي هو ضد كل وصايا الله، ضد كل إنسانية، وضد كل محبة.
ولهذا، تعالوا نفهم معًا، بكلام علمي وواضح ومفصل، ما الذي سيحدث بالتحديد لو تحقق هذا السيناريو الكابوسي لا قدر الله.
رسالة أخيرة: نحو السلام والتعقل
يا جماعة،
الحلول يجب أن تكون سلمية، يجب أن تكون مبنية على الحوار، على العقل، على الضغط الدولي والتعقل، لا على دعوات الدمار والهلاك التي قد تحول المنطقة كلها إلى مكان غير صالح للحياة البشرية، وتنهي حياة الملايين في طرفة عين أو ببطء العذاب الإشعاعي الذي يستمر لأجيال.
دعونا نرفع صلواتنا إلى الله، لكي يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين والعالم كله من شرور الحروب، ومن أي سلاح ممكن أن يدمر مستقبلنا ومستقبل أولادنا. فكروا جيدًا قبل أن تتمنوا هذه الكارثة. يا رب يكون كلامنا قد وصل وفهمتم الخطر الحقيقي، وربنا ينور عقولنا للسلام والمحبة.
إرسال تعليق