قصة إيمان ومعجزة العذراء: شفاء يحيي الأمل في قلوب المؤمنين
مقدمة:
في عالم مليء بالتحديات والآلام، يظل الإيمان والرجاء بمثابة النور الذي يضيء دروبنا المظلمة. هذه القصة تلهم القلوب وتعزز من قوة الإيمان، حيث تمتزج فيها المعاناة الإنسانية مع لمسة إلهية تشفي الجسد وتحيي الروح.
القصة:
تبدأ حكايتنا مع سيدة غير مسيحية فقدت والدتها وهي طفلة رضيعة لم تتجاوز السنة والنصف. وجدت السيدة في العذراء مريم أماً وشفيعةً لها، وارتبطت بها ارتباطًا روحيًا عميقًا. بعد زواجها وانتقالها إلى السعودية مع زوجها وبناتها، بدأت تعاني من عدة أمراض مزمنة، بما في ذلك التهاب الأعصاب، وكانت تتناول أدوية متعددة. زادت الأمور سوءًا عندما أصيبت عينها اليسرى بالتهابات، مما جعل حياتها اليومية أكثر تعقيدًا.
وذات يوم، في حادثة قد تبدو بسيطة لكنها كانت كارثية، اشتبهت السيدة بزجاجة القطرة التي تستخدمها لعلاج عينها، وأمسكت بزجاجة تلزيق (لحام) تشبهها في الشكل. دون أن تدرك الخطأ، وضعت السائل في عينها. كان الألم الناتج عن ذلك شديدًا، وكأن نارًا حارقة قد اشتعلت في عينها.
الرحلة الطبية:
أسرعت السيدة مع زوجها إلى المستشفى حيث حاول الأطباء فتح عينها، لكن الجفن كان قد التصق بالعين، مما جعل من المستحيل الكشف على الضرر الداخلي. بعد عدة محاولات فاشلة من قبل أطباء مختلفين، لجأت السيدة إلى دكتورة متخصصة، التي قررت قص الرموش وجزءاً من الجفن لمحاولة كشف العين. بعد الكشف، اكتشفت الدكتورة أن المادة الصمغية قد صنعت حاجزًا على العين، وكان إزالة هذا الحاجز دون إلحاق ضرر أكبر بالعين أمرًا شبه مستحيل.
لحظة الإيمان والمعجزة:
أثناء استعدادها للعملية الجراحية التي كانت فرص نجاحها ضئيلة للغاية، لجأت السيدة إلى شفيعتها العذراء مريم. بدموع غزيرة وصلوات ملؤها الإيمان، طلبت من العذراء أن تشفيها. وفي لحظة روحانية عميقة، أحست بوجود العذراء بجانبها، حيث وضعت يدها على عينها، وشعرت السيدة بسلام داخلي وفرح غير مسبوق.
تكررت هذه اللحظة ثلاث مرات، حيث كانت العذراء تضع يدها على عين السيدة وتمنحها الراحة والسلام. وفي الصباح التالي، ذهبت السيدة إلى المستشفى لإجراء العملية، ولكنها طلبت من الدكتورة إعادة الكشف على عينها قبل البدء. وعلى الرغم من رفض الدكتورة في البداية، إلا أنها وافقت في النهاية.
المعجزة:
عندما بدأت الدكتورة برفع الشاش من على عين السيدة، كانت المفاجأة مذهلة. العين كانت طبيعية تمامًا، والجفن والرموش عادوا إلى حالتهم الأصلية دون أي أثر للإصابة أو الحروق. صرخت الدكتورة، التي لم تكن مسيحية، قائلة: "آمنت بكِ يا بتول!"، بينما كانت تشهد أمامها معجزة لم تكن تتوقعها.
خاتمة:
تظل هذه القصة شهادة حية على قوة الإيمان وقدرته على تحقيق ما يبدو مستحيلاً. إنها تذكرنا بأن الرجاء في الشفاء والدعاء الصادق يمكن أن يأتي بمعجزات، وأن الله قادر على تغيير مسار حياتنا في أي لحظة. مثل هذه القصص تلهمنا جميعًا للاستمرار في الإيمان والتمسك بالأمل، مهما كانت الظروف التي نمر بها.
إرسال تعليق