قوة القيامة ودور كل مؤمن
بعد قيامة المسيح المجيدة، حدثت عدة لقاءات بينه وبين تلاميذه، تحمل في طياتها رسائل مهمة لكل مؤمن. ففي كل لقاء، كان المسيح يوجه تلاميذه نحو هدف محدد، ويكشف لهم عن دورهم الجديد بعد القيامة. في هذا المقال، سنستكشف معًا الحوارات التي دارت بين المسيح وتلاميذه، وكيف أعطاهم قوة القيامة، ووجههم نحو مهمتهم العظيمة في الشهادة باسمه.
المجدلية وتلاميذ عمواس وبطرس:
في أحد اللقاءات بعد القيامة، طلبت مريم المجدلية من يسوع أن يبقى معها، لكن رده لها كان: "لا تلمسيني، بل اذهبي وأخبري إخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك سيرونني" (يوحنا 20:17). لقد أراد يسوع أن تكون مريم أول من يعلن قيامته للآخرين، وأن يدرك التلاميذ أن دورهم الآن هو نشر خبر القيامة.
وفي طريق عمواس، ظهر يسوع لتلميذين كانا متجهين إلى قريتهما، وبعد أن شرح لهما النبوات عن نفسه، طلب منهما أن يبقيا في أورشليم وينتظرا موعد حلول الروح القدس (لوقا 24: 13-35). لقد أراد يسوع أن يعلّم تلاميذه أن فهمهم للكتاب المقدس سيتغير بعد القيامة، وأنهم سيحتاجون إلى قوة الروح القدس لفهم الأمور الروحية بشكل أعمق.
أما بطرس، الذي كان قد أنكر المسيح ثلاث مرات، فقد التقى بالرب القائم على شاطئ البحر. وفي هذا اللقاء، أعاد يسوع التأكيد على دعوة بطرس للخدمة والرعاية، قائلاً: "ارع خرافي" (يوحنا 21:15-17). لقد سامح يسوع بطرس، وأعطاه فرصة جديدة لخدمته، وتأكيدًا على أن الصيد لم يعد هو الهدف، بل صيد النفوس ورعايتها.
"اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم":
قبل صعوده إلى السماء، جمع يسوع تلاميذه وأعطاهم ما يُعرف باسم "الوصية العظمى"، حيث قال: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ" (متى 28:19-20). لقد أعطى يسوع تلاميذه مهمة عظيمة، وهي نشر الإنجيل وتلمذة الأمم. لم يعد الأمر يتعلق بمجموعة صغيرة من التلاميذ، بل أصبحت رسالة عالمية يجب أن تصل إلى كل أمة.
"ستكونون لي شهودًا":
كما وعد يسوع تلاميذه بأنهم سيَنالون قوة من الروح القدس، قائلاً: "وَلَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (أعمال الرسل 1:8). إن قوة القيامة التي اختبرها التلاميذ يجب أن تُترجم إلى شهادة جريئة عن المسيح القائم. لم يعد الخوف أو الشك مكانًا في قلوبهم، بل امتلأوا بالشجاعة والقوة لمشاركة ما رأوه واختبروه مع الآخرين.
إرسال تعليق