فرح التلاميذ برؤية الرب: ينبوع حياة لا ينضب
في مساء أحد القيامة، حلّ الفرح العظيم على قلوب التلاميذ عندما ظهر لهم السيد المسيح مُنتصرًا على الموت، مُحييًا إياهم بسلامه الإلهي وكاشفًا لهم جراحاته المجيدة. فما سرّ هذا الفرح العارم الذي فاض في قلوبهم؟ وكيف يمكننا نحن أيضًا أن ننعم بهذا الفرح المُنعش في حياتنا؟
أولاً: انتصار المسيح على الموت: ينبوع قوة لا يُقهر
فرح التلاميذ برؤية قوّة المسيح التي انتصرت على الموت. فرغم الآلام المبرحة التي احتملها وجراحاته النازفة، إلا أن قوّته الإلهية غلبت الموت وقام منتصراً. وهذا يُشعل فينا الأمل، فنحن نتبع إلهًا قويًا لا يُقهر، ونستطيع أن نقتبس من قوّته كما أوصانا الكتاب المقدس: "تقوَّوا في الرب، وفي شدّة قوّته" (أفسس 6: 10).
لقد هزم المسيح الموت، ذلك العدوّ الشرس الذي كان يلتهم البشرية جمعاء بلا رحمة. وعند محاولته ابتلاع المسيح، داسه الربّ وكسر شوكته، وحرّر الأبرار من قبضته. وبهذه القيامة المجيدة، أصبح الموت بالنسبة للمؤمنين مُجرّد انتقال إلى حياة أبدية مع المسيح القائم منتصراً.
ثانيًا: جراحات المسيح: شهادة حب لا تُضاهى
كشف المسيح لتلاميذه جراحاته، ليس فقط لإثبات هويته، بل ليلفت نظرهم إلى عظيم حبه الذي دفعه لتحمل كل تلك الآلام من أجلهم. فرؤية تلك الجراحات مباشرة أشعلت قلوبهم بمحبة الفادي الذي اجتاز معصرة الآلام حبًا فيهم.
ثالثًا: حضور المسيح الدائم: ينبوع عزاء لا ينضب
ظنّ التلاميذ عند صلب المسيح أنهم فقدوا راعيهم الحلو، وصديقهم القائد، ومعلّمهم الأمين، صاحب السلطان الهائل والقلب المملوء حُبًا. لكن ها هو الآن بعد القيامة قائم في وسطهم يمنحهم سلامه، مؤكدًا لهم أنه سيكون معهم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (متى 28: 20).
فالإنسان بدون المسيح كالأيتام، يفتقر للطمأنينة والعزاء والحب والحماية والسند والإرشاد والقوة. أما من يقتني المسيح في حياته فقد امتلك الحياة بأكملها، وصار غنيًا بكل شيء.
رابعًا: انتصار الحقّ: ينبوع رجاء لا ينضب
أكدت قيامة المسيح أن الحق سينتصر في النهاية، مهما اشتدّت قوى الظلم والشرّ. فرح التلاميذ بهزيمة الموت والظلم والكراهية، وانتصار الحق والعدل والحب.
الفرح الدائم: ينبوع حياة لا ينضب
لا يزال فرح التلاميذ برؤية المسيح المُنتصر على الموت يسري في الكنيسة حتى الآن، ويفيض في كل قلب تعلق بالمسيح، وقبل أن يموت معه ويقوم معه في المعمودية، وارتضى أن يسير معه طوال حياته في الطريق الضيق حاملًا الصليب، منتصراً على كل إغراءات العالم.
هنا يأتي المسيح القائم ويُظهر نفسه لمثل هذا الشخص، ويعطيه السلام، فيفرح فرحًا عظيمًا لا يُمكن وصفه بأي لغة بشرية!
إرسال تعليق