دم الحمل الحقيقي: رمز الفرح والخلاص
في لحظات الصمت والخضوع، تتردد أصداء الترانيم في الكنائس، حيث يرتفع صوت المؤمنين والملائكة بتسبيحهم الممزوج بالابتهاج. فهم يحتفلون بالقيامة، ويترنمون بـ "كاتا ني خوروس"، هذا النشيد الجميل الذي يُعَدُّ ثوبًا للروح في عيد القيامة، ويستمر حتى عيد الصعود. إنها فرحة تفيض بمحبة الحمل الحقيقي، ربنا يسوع المسيح، الذي حمل آلامنا وصلب نفسه من أجل خلاصنا.
عندما نتأمل في روحانية هذا الحدث، نجد أن سر فرحنا وخلاصنا ينبع من دم الحمل الحقيقي، الذي سُفك على الصليب. ففي هذا الدم، تتجلى قوة الحياة والقيامة التي لا تُقهر، حيث يعطينا القوة المستمرة على الموت والظلمة.
هذا الدم، الذي يُشرب في القدّاس ويملأ الكأس، يفتح لنا طريقًا جديدًا إلى الأقداس والمجد الأبدي. إنه يضفي على حياتنا قيمة لا تُقدر بثمن، ويظل يشفع لنا أمام الآب دائمًا.
في الرؤيا، نجد جموع المفدين يحملون الثياب البيضاء، المغسولة في دم الحمل الحقيقي، متلألئين بفرحهم في حضرة الله. إنهم يرتدون هذه الثياب كرمز لطهارتهم وتقديسهم، تحت حماية محبة الله الدافئة التي لا تزول.
لقد جعلنا دم الحمل الحقيقي مشتركين في مجده وتنعيمه، حيث نسعى للتقرب منه والسير في طريقه. إنها رحلة نتبع فيها خطى المسيح، الحمل الحقيقي، ونحملها معنا في قلوبنا وأفعالنا، بلا عيب ولا غش أمام عرش الله.
إن دم الحمل الحقيقي هو الرمز الحقيقي لفرحنا وخلاصنا، حيث يعطينا قوة الحياة الأبدية والفوز على الموت. فلنحتفل بهذا الدم، ولنسعى لنتلامس معه في كل لحظة من حياتنا، معترفين بقيمته وسريرته، ومحملين بثقة بأنه يحملنا ويقودنا إلى الأمجاد السماوية، حيث لا يُزول فرحنا ولا ينقطع تسبيحنا له.
إرسال تعليق