بناء الأجيال: دور القادة الروحيين في تربية الأطفال على الحب والقبول
عندما تصادفت مع لقاء اعلامي لقداسة البابا تواضروس مع طفل يسأله عن آراء الطوائف المسيحية المختلفة، لم يكن ليمر مرور الكرام. بل أثار في نفسي تأملات عميقة حول دور القادة الروحيين في بناء الأجيال وتوجيههم نحو مسارات الحب والقبول.
كان رد البابا تواضروس مليئًا بالحكمة والتفهم، حيث لم يسقط في فخ التعصب أو التحامل على الآخرين. بل قام بتوجيه الطفل بحنكة نحو فهم أننا جميعًا مسيحيين، وأن لدينا جميعًا إيمانًا وكتابًا مقدسًا واحدًا، وأن مبتغانا النهائي هو الملكوت السماوي.
كانت مقارنته لكنيسته بالأم تعكس عمق المحبة والولاء، وفي الوقت نفسه تعزز فكرة الاحترام والتسامح تجاه الآخرين. فلا يمكن أن يترك الإنسان بيته وأمه بغض النظر عن الظروف، وبالمثل لا يمكن للمسيحي أن يتخلى عن كنيسته بغض النظر عن التحديات.
يجب أن نقدر القادة الذين يعلمون الأطفال بالمحبة والقبول، ولا يزرعون فيهم بذور التعصب والتحامل. بل يشجعونهم على الاحترام والتعايش السلمي مع الآخرين، وهذا هو السبيل لبناء مجتمعات متفتحة ومتقبلة.
لذلك، نحن مدينون لهؤلاء القادة الذين يعملون على توجيه الأجيال الصاعدة نحو الخير والسلام. إنهم يساهمون في بناء مستقبل أفضل للجميع، حيث تزدهر العلاقات الإنسانية وتنمو القيم الروحية والاجتماعية.
لذا، لنكن ممتنين ونقدر دورهم، ولنعمل جميعًا على نشر رسالتهم السامية وتعزيز قيم الحب والتسامح والسلام في مجتمعاتنا، حتى نحقق رؤية مشتركة لعالم أفضل وأكثر إنسانية.
إرسال تعليق