موت السيد المسيح على الصليب: تحقيق الفداء وكرازته في عالم الأرواح
بعد أن مات السيد المسيح على الصليب في الساعة التاسعة، استودع روحه الإنسانية في يدي الآب وفتح الفردوس بدم صليبه. تراءى أمام الآب بالروح الإنسانية المتحدة باللاهوت، معلنًا إتمام إرساليته على الأرض ومتممًا عمل الآب الذي عمله بالابن وبمسرة الروح القدس. وكما شاءت حكمته الإلهية، نزل إلينا على الأرض بجسد بشريتنا حتى يكون وجوده بين البشر مقبولًا كابن الإنسان، فالبشر بطبيعتهم يخشون عالم الأرواح والهيوليات.
تجسد المسيح: خلاص الإنسان على مستوى النفس والجسد والروح
إن ما لم يأخذه الإله المتأنس لا يخلصه، ولهذا اتخذ كلمة الله جسدًا ونفسًا وروحًا ليخلص الإنسان على مستوى النفس والجسد والروح. كانت كرازته بين الأرضيين بجسد إنساني ليسهل تعامل الرب مع جنس البشر، وكما أن الآب أرسله لخلاص البشر، كان لزامًا أن يكمل رسالته بخلاص الأرواح.
كرازة المسيح في عالم الأرواح
كما كان المسيح بين البشر بجسد إنساني متحدًا باللاهوت، كان لزامًا أيضًا أن يكرز في عالم الأرواح بالروح البشرية المتحدة باللاهوت. لذلك، تراءى أمام الآب ليأخذ الروح البشرية التي استودعها، لينزل فيكرز للأرواح التي عصت قديمًا.
قال السيد له المجد بفمه الإلهي: "لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أيضًا أن آخذها." ذهب للجحيم بعد أن فتح الفردوس أولًا، ونزل فكرز للأرواح التي عصت قديمًا وماتت على رجاء الخلاص. وكما أتم كرازته في العالم المنظور، أتمها أيضًا في عالم الروح، وأخذهم معه في موكب نصرته، داخلًا بهم إلى الفردوس.
استراحة المسيح في يوم السبت
هكذا استراح المسيح في يوم السبت، لأنه هو المستريح في قديسيه، وفيهم يكمل كل مسرته. هذه الاستراحة ليست مجرد توقف عن العمل، بل هي تحقيق للسلام والراحة الأبدية للمؤمنين الذين خلصهم بدمه.
احتفال بالقيامة والخلاص
وفي هذا السياق، نحتفل جميعًا بملء أفراح القيامة والخلاص بصليب رب المجد. كل عام وأنتم بخير، مستمتعين بفرحة القيامة ومؤمنين بقوة الفداء التي قدمها لنا السيد المسيح بموته وقيامته.
الخاتمة
إن موت السيد المسيح على الصليب ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو تحقيق لخطة الفداء الإلهية التي تشمل خلاص الإنسان على مستوى النفس والجسد والروح. كرازته في عالم الأرواح تؤكد على شمولية خلاصه ورحمته التي تمتد لكل الأجيال. لنحتفل بفرح القيامة، متذكرين دائماً أن المسيح قد أكمل عمل الفداء بموته وقيامته، مانحًا لنا الحياة الأبدية.
إرسال تعليق