"أيها الجلوس قفوا": دعوة للقيامة في قداس المؤمنين
يُعد القداس الإلهي احتفالاً بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات. ففيه نُجدّد ذكراه، وننعم بقوة قيامته في حياتنا. ومن بين الصلوات والتسابيح التي تُتلى في القداس، يلفت انتباهنا نداء الشماس في قداس المؤمنين: "أيها الجلوس قفوا".
أكثر من مجرد وقوف:
قد يبدو هذا النداء للوهلة الأولى دعوة للوقوف، لكنّه يحمل في طياته معنى أعمق بكثير. ففي اللغة اليونانية الأصلية للقداس، يُستخدم فعل "أنستي تيه" والذي يعني "قوموا" أو "انهضوا" ، في إشارة واضحة إلى القيامة.
الاحتفال بقيامة الرب:
يُذكّرنا الشماس بهذا النداء بالمناسبة الكبرى التي نجتمع من أجلها، ألا وهي الاحتفال بقيامة الرب يسوع. فكما أن المسيح قام من بين الأموات، فكذلك نحن مدعوون للقيام معه إلى حياة جديدة، حياة مُفعمة بالنور والرجاء.
دعوة للقيام من الظلمة:
يُوجه الشماس نداءه "للجلوس"، ليس بالمعنى الحرفي فقط، بل يشمل أيضًا كل من يجلس في ظلمة الخطيئة واليأس. فهو يدعوهم للنهوض مع المسيح، والانطلاق في رحلة القيامة التي تُجدد حياتهم.
غياب النداء في قداس الموعوظين:
لا يُستخدم هذا النداء في قداس الموعوظين، لأنهم لم ينالوا سر المعمودية بعد، وبالتالي لم يدخلوا بعد في شركة موت المسيح وقيامته.
القيامة في حياتنا:
لا يقتصر معنى القيامة على حدث تاريخي، بل هو دعوة لكل مؤمن ليعيش قيامة المسيح في حياته اليومية. فعندما نتخلى عن الخطيئة، ونفتح قلوبنا لنور المسيح، نبدأ رحلة قيامة شخصية، ننعم فيها بقوة المسيح المُخلّصة.
القداس: ينبوع حياة:
يُصبح القداس الإلهي، بهذا النداء العميق، أكثر من مجرد طقس ديني، بل هو ينبوع حياة، يُجدد فينا روح القيامة، ويُلهمنا لنكون شهودًا على قوة المسيح المُخلّصة في العالم.
إرسال تعليق