رحلة الصلب والألم: الموت العلمي ليسوع المسيح

رحلة الصلب والألم الموت العلمي ليسوع المسيح

رحلة الصلب والألم: الموت العلمي ليسوع المسيح


في عمر الثلاثينات من عمره، تم حكم المسيح يسوع على الموت بأبشع طريقة ممكنة، الصلب. كان الصلب في تلك الفترة يُعتبر أحد أسوأ أنواع التعذيب والإعدام، وكان مخصصًا فقط للمجرمين الخطرين. ولكن مصير المسيح كان مختلفًا تمامًا، فقد تعرض لتلك التجربة القاسية بشكل لا يُصدق.


كانت عملية الصلب تشمل تثبيت الشخص على الصليب بواسطة مسامير تدق في يديه وقدميه، وكانت طول المسمار الواحد يتراوح بين 6 إلى 8 إنشات، وكانت تدق في المعصمين بالتحديد، حيث يمتد وتر مهم يصل إلى الكتف. هذا الأمر جعل الشخص الذي يتعرض للصلب يجد صعوبة في دعم نفسه، ويضطر إلى استخدام عضلات ظهره للتنفس، وكان يسوع يتحمل كل هذا الألم والمعاناة.


بالإضافة إلى ذلك، كانت قدماه مسمرتين أيضًا، مما جعله يتألم بشدة ويجد صعوبة في الحركة. كان عليه أن يتناوب بين الاستناد على يديه واستخدام قدميه للتنفس، وهو ما زاد من معاناته وألمه.


وبعد أن تحمّل يسوع هذا الألم لمدة تزيد عن ثلاث ساعات، بدأت تتجلى عليه علامات الموت، حيث توقف النزيف من جراحه وخرج الماء فقط. كانت جراحه تشمل الجرح في يديه وقدميه، بالإضافة إلى الجرح في جنبه الذي نتج عن طعنة بالرمح.


ولكن المعاناة لم تنتهِ هنا، بل استمرت بعد ذلك بالجلد بالسوط الذي مزق لحمه وجسده، وبوجع الجراح التي تسبب بها ارتطام السوط بجسده. كما أنه تعرض للضرب المروع الذي أدى إلى تشويه وجهه، وإدراكون الشوك الذي غُرز بعمق في فروة رأسه.


ومن بعد كل هذا العذاب الجسدي الشديد، تعرض يسوع لفقدان كمية كبيرة من الدم، حيث أن جسم الإنسان البالغ يحتوي على حوالي 3.5 لتر من الدم، ولكن يسوع استنزف كل هذه الكمية بسبب الجروح والإصابات التي تعرض لها.


ولكن هذا العذاب لم يكن نهاية المعاناة، بل استمرت بحمل الصليب على مسافة تزيد عن 2 كيلومتر بينما كان الاكليل مغروزًا في رأسه، وبتعرضه للرمي بالحجارة، والضرب بالرمح في جنبه.


لم يُصمد يسوع أمام هذا العذاب والمعاناة فقط ليُظهر للناس مدى حبه وتضحيته، بل ليُفتح الطريق للخلاص والغفران للبشرية بأسرها. فقد حمل يسوع صليبه وتحمّل كل هذه الآلام والمعاناة من أجل إتاحة الفرصة للبشر للتوبة والخلاص.


في الختام، يُمكن أن نقول إن موت المسيح على الصليب لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل كان فداءً حقيقيًا ومعبّرًا عن الحب الإلهي للبشرية. ولذا، فإن فهم هذا الفداء يجب أن يدفعنا إلى التفكير في معنى الحياة والإيمان، وفي كيفية تقدير هذا الخلاص الذي قدمه المسيح من أجلنا.


Post a Comment

أحدث أقدم