اختبار الواعظ الدكتور ماهر صموئيل من الإلحاد للإيمان

اختبار الواعظ الدكتور ماهر صموئيل من الإلحاد للإيمان


الدكتور ماهر صموئيل

والدي كان قسيس وتربيت في بيت متدين لكن حصلي شيئ خطير وهو إني قررت أتخلص من حياتي تحت عجلات سيارة مُسرعة بعد ما دخلت عالم الإلحاد .. كنت يائس جدا رغم إني نشأت في أسرة متدينة لوالد قسيس ووالدة تقية كانوا بيعلموني تقوى الله والمعيشة بالقداسة والحياة الأخلاقية الراقية. 


بدأت معاناتي النفسية بسبب بعض رجال الدين اللي شعرت بأن منهم من يِتاجر بالدين، ويلقون عليا أعباء دينية وأخلاقية كثيرة، ولا ينفذوها هم في حياتهم! 


في الوقت ده كان لدي تأملات شخصية في الفقر والبؤس واليتم وغيرها، وكنت بتعذب لما بشوف طفل يتيم وإنسان فقيرا دون تدخل من الله .. التأملات دي خلقت فيا رغبة البحث عن إجابات لأسئلة وجودية مثل لماذا خلقنا الله؟ وما هي رسالتي  في الحياة .. وما الغرض من الوجود؟


فضلا عن شعوري الدائم بالذنب وضيقي من رجال الدين جعلني أدير ظهري للدين بشكل عام!


تقدر تقول إني أصبحت مُلحد، وتحررت من الدين تماما لمدة 4 سنين، حتى جاءت لحظه فارقة غيرت حياتي. 


في ليلة رأس السنة من الفترة دي، كنت أقيم مع جدتي وفي المساء قالت لى مش هتروح معايا الكنيسة؟ قلت لها لا . ودخلت غرفتي أقرأ في الفلسفة وعلم النفس وغمرني احساس شديد بالكآبة ووصل الأمر بيا إلى أن حاولت القي بنفسي اثناء عبوري الطريق لتصدمني سيارة!


وسط هذا الكم الرهيب من الكآبة، كنت جالسا في البيت، وفجأة قمت لأسجد على الأرض سجودا كاملا وتكلمت مع ربنا!


 كانت أول أكلّمه ولقيت نفسي بقول كلام خطير  لربنا وأقوله: 


انا مش عارف انت موجود ولا مش موجود .. فلو كنت موجود اغفر لى ذنوبي وتقصيري وابتعادي عنك واغفر لى شكي فيك، وقربني إليك وأنا أسلّمك حياتي راجيا أن تجعل من هذه الحياة العبثية حياة لها معني وتستحق أن تٌعاش!


بعد كلامي ده بكيت بحرقة وبشدة وأنا أرجوه بصدق وانفعال شديد وتألمت.


.. ساعتها عاهدت نفسي بأنه إذا جاوب الله علي أسئلتي خلال 6 شهور وهداني اليه سأكمل الطريق، وإذا محصلش وتأكدت من عدم وجوده سأنهي حياتي! 


حكيت لخالي الكلام دا فخدني معاه الكنيسة وكان فيه اجتماع للشباب ويحضره طبيب نفسي وخالي قدمني له فاعطاني كتاب ديني عشان ألخصه وأقدمه للشباب الجلسة الجاية.. وأتذكر من هذا الكتاب جملة فرقت معايا وهي "أننا نخطئ في حق الله ونعتذر ونطلب منه الغفران، ثم نعود للخطأ مرة أخرى، يبدو أننا في حاجة أكبر من الغفران" وأعجبتني هذه الفقرة من الكتاب جدا.


ومرت ال 6 شهور التي أعطيتها مهلة لنفسي على هذا الحال، ولما سألني خالي عن رأيي في هذه الفترة، فقلت له : صرت أقل قبحا وأكثر نفعا. والقبح معناه إني كنت عنيف مع نفسي والآخرين مش أكتر من كدا، والنفع هو نفع الشباب في الكنيسة وزملائي في الكلية. 


وفعلا لم أكن أريد من الحياة أكثر من ذلك وهي أن أكون "أقل قبحا وأكثر نفعا" .. ورضيت بحياتي واقتنعت أنها الحياة  تستحق أن تُعاش. 


التحول الكبير اللي حصل في حياتي ده من الإلحاد الي الإيمان كان بفضل اني اتكلمت مع ربنا .. وبعد كل السنين دي من هذا الحوار مع الله، لم أكف عن الكلام معه والتسلم له . . 


أقدر أقولك اني وجدت الله ، ووجوده كافيا لى واحتوائه لى كان يغمرني ويكفيني. 


الله هو ربي وخالقي يروي عطشي إلى ما كنت أجهله.. هو الذى نقلني من الظلمات ك إلى النور،  ومن الضيق إلى الفرج .. من الموت إلى الحياة ومن العدم إلى الوجود.


الواعظ الإنجيلي الشهير الدكتور ماهر صموئيل لبرنامج (كلم ربنا .. مع أحمد الخطيب) على الراديو 9090


Post a Comment

أحدث أقدم