كاتبة مسلمة تكتب عن صيام المسيحيين
يقول السيد المسيح فى بشارة القديس متى الاصحاح السادس :
وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
على هذه الايات كتبت الكاتبة الأردنية / أسيل الزبن مقال بعنوان صيام المسيحيين ونصه كالتالي :-
يَمْضِي صِيَامُ الْمَسِيحِيِّينَ مِنْ دُونَ أَنْ نُشْعِرَ. بَلْ أَرَاهُنَّ أَنَّ الْكَثِيرَيْنِ لَا يَعْلَمُونَ أَصْلًا بِأَنَّ صِيَامَ إِخْوَانِنَا الْمَسِيحِيِّينَ قَدْ بَدَأَ مُنْذُ عِدَّةِ أيَّامٍ
فَلَمْ يَتَرَجَّلْ أحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ سَيَّارَتِهِ فِي مُنْتَصَفُ الشَّارِعِ لِيَشْتَمُّ أَمْ وَأُخْتَ أحَدِ السَّائِقِينَ وَيَتْبَعُ الشَّتَائِمُ بِعِبَارَةِ “ أَنَا صايم لَا تَخْلِينِي أَفُطْرَ”.
لَمْ يُفزِّعْ أحَدُهُمْ زَميلهُ الَّذِي يَتَنَاوَلُ أَمَامَهُ الساندويتش وَيُطَالِبُهُ بِاِحْتِرَامِ مَشَاعِرِهِ. لَمْ “ يَحْمِلُونَا جمايل ” بِسَبَبِ صِيَامِهِمْ وَيَتَذَرَّعُوا بِهِ لِتَبْرِيرِ تَقْصيرِهِمْ فِي أَدَاءِ عَمَلِهِمْ.
أَتُعَرِّفُونَ لِمَاذَا ؟ لِأَنَّهمْ يَصُومُونَ, وَهُوَ قَرَارُهُمْ وَلَا يُحْمِلُونَ غَيْرَهُمْ تبِعَاتِهِ. لِأَنَّ حَيَاءَهُمْ حَقِيقِيٌّ لَا تَخْدِشْهُ قَطْعَةَ لَحْمٍ يَتَنَاوَلُهَا أحَدُهُمْ أَمَامَهُمْ بِشَرَاهَةٍ.
وَعَنْدَمَا نَصُومُ نَحْنُ، نَفْرِضُ عَلَيْهُمْ حِصَارًا إِجْبَاريا. لِأَنَّ اِحْتِرَامَ الْمَشَاعِرِ عِنْدَنَا لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ بَلْ لِعَدَّدَ الْفِئَةُ الَّتِي يَنْتَمِي إِلَيْهَا الْإِنْسَانَ.
فَالْأَكْثَرِيَّةُ تُطَالِبُ بِاِحْتِرَامِ مَشَاعِرِهَا وَتضْرِبُ عَرَّضَ الْحَائِطُ بِمَشَاعِرِ “ الْأَقَلِّيَّةَ ”! ثُمَّ وَبَعْدَ كُلَّ هَذَا الصَّمْتِ يُحَرِّمُونَ تَهْنِئَتَهُمْ بِأَعْيَادِهِمْ !!
فَشُكْرًا لِكُلِّ مَنْ صَامَ فِي صَمْتٍ, فَالصَّمْتَ فِي الْعِبَادَاتِ صِيَامٌ. فَلَنَحْتَرِمُ مَشَاعِرَهُمْ مثلمَا نُطَالِبُهُمْ بِاِحْتِرَامِ مَشَاعِرِنَا.
كل الحب والاحترام والتقدير لإخواننا المسلمين الذين يقدرون مشاعر إخوانهم المسيحيين ومن وجهة نظري الشخصية أن هذا الكلام غير موجه للجميع ولكن للأقلية التي لا تحترم الآخر
فحياتي في المجتمع المصري وحياة كثيرين من المسيحيين تشهد على الكثير من المحبة والآخاء والصداقة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين وهذا ما تربينا عليه ...
ولكن في السنوات الأخيرة ارتفعت أصوات التفرقة من البعض بكلمات لم نعتاد عليها _ على سبيل المثال وليس الحصر _ عدم تهنئة المسيحيين في اعيادهم ...
لذلك لم اجد أروع من هذا المقال لأخاطب به عقول هؤلاء لعلهم يعودوا الى رشدهم ويتركوا ابواق التفرقة والتمييز العنصري ... ويعملوا على بنيان رسالة الإنسانية وعنوانها السلام والمحبة التي يوصينا بها الله ... أتمنى ان تكون رسالتي واضحة
إرسال تعليق