عيد الغطاس المجيد | الأعياد والاحتفالات الدينية القبطية في القرن الحادي عشر

عيد الغطاس المجيد | الأعياد والاحتفالات الدينية القبطية في القرن الحادي عشر
عيد الغطاس المجيد | الأعياد والاحتفالات الدينية القبطية في القرن الحادي عشر

عيد الغطاس المجيد:
وهو معروف لدينا بعيد الظهور الإلهي، لان الثالوث تجلى واضحا في هذا اليوم ولكن بالنسبة لما كان يدور فيه افراح بسلبياتها وايجابياتها، فتعود الى المقريزى وهو غير مسيحي وشهد هذه الاعياد، لأنه لم يكتب هذه التفاصيل مؤرخ مسيحي بحجة انها معروفة له آنذاك، ولم يكن يظن انها ستطلب للمعرفة بعد أيامه
ويسجل المقريزى فيقول فيه ".. فصار النصارى يغطسون اولادهم في الماء في هذا اليوم، وينزلون فيه بأجمعهم، ولا يكون ذلك الا في شدة البرد، ويسمونه يوم الغطاس، وكان له بمصر موسم عظيم للغاية "
ويقول مؤرخ اخر هو المسعودى في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر " ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند اهلها، لاينام الناس فيها، وهى ليلة الحادي عشر من طوبة
ولقد حضرت سنة ثلاثين وثلاثمائة ليلة الغطاس بمصر والاخشيد محمد بن طفج امير مصر، في داره المعروفة بالمختار في الجزيرة الراكبة للنيل، والنيل يطيف بها، وقد امر فأسرج في جانب الجزيرة وجانب الفسطاط الف مشعل، غيرها اسرج اهل مصر من المسارج والشمع
وقد حضر بشاطئ النيل في تلك الليلة آلاف من الناس من المسلمين ومن النصارى منهم في الزوارق ومنهم في الدور الدانية من النيل، ومنهم على سائر الشطوط، لا يتناكرون كل ما يمكنهم اظهاره من الاكل والمشارب والملابس والات الذهب والفضة والجوهر والملاهي والعزف والقصف
وهى احسن ليلة تكون بمصر، واشملها سرورا، ولا تغلق فيها الدروب ويغطس اكثرهم في النيل، ويزعمون ان ذلك امان من المرحن ونشزة للداء "
ويقول مؤرخ ثالث اسمى المسيحي " من حوادث سنة سبع وثمانين وثلثمائه، منع النصارى من إظهار ما كانوا يفعلونه في الغطاس من الاجتماع ونزول الماء،واظهار الملاهي
وقال ايضا " في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة للهجرة كان الغطاس، فضربت الخيام والمضارب والاسرة في عدة مواضع على شاطئ النيل، ونصبت أسرة للرئيس فهد بن ابراهيم النصراني كاتب الاستاذ برجوان، واوقدت الشموع له والمشاعل وحضر المغنون والملهون، وجلس مع اهله يشرب.. الى ان كان وقت الغطاس فغطس وانصرف " منها سنه احدى وأربعمائة منع النصارى من الغطاس، فلم يغطس احد منهم في البحر
وكان الرجال يغطسون في النيل والترع ليلا بينما كانت النساء يغطسن في الكنائس في احواض كبيرة تملأ بالمياه بعيده عن اعين الرجال ومعهم الاطفال والبنات وفى صباح اليوم الثاني كانوا يشترون الضأن وينحرونه بهجة وفرح ونذور، وتباع الفاكهة في ايام الفاطميين
وكان الخلفاء يشاركونهم فرحتهم هذه ويمرون عليهم في كنائسهم وبيوتهم الكبيرة، وكانوا ينادون بالاتخالط المسلمون النصارى في نزولهم النيل
وكانوا يأمرون بايقاد المشاعل والشموع على حساب الدولة الفاطمية، وشدد الحراسة في تلك الليل اثناء الصلوات واثناء الغطس في النيل
ومن الفواكه التي كانت تؤكل وتوزع على الناس والفقراء النارنج والليمون واطنان القصب وسمك البوري

ومن هذا الوصف نرى ان الدولة كانت تشار له الاقباط فرصتهم، الا انه لما زادت الفرصة الى ان وصلت الى حد المساخر، فكان بالطبع ان تؤخذ الامور بالحزم 

Post a Comment

أحدث أقدم