كيف نفهم الأمور اللاهوتية؟

كيف نفهم الأمور اللاهوتية؟

كيف نفهم الأمور اللاهوتية؟

الإستنارة أولا.. ثم دراسة أقوال الآباء ثانيا
الإستنارة بالجهاد الروحي، والصلاة الدائمة، والسلوك بحسب الإنجيل، تفتح العقل لفهم ما قاله الآباء بالروح القدس {لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ}
الروح القدس هو الذي يمنح الفهم والإستنارة، والروح القدس لا يسكن إلا في النفوس المتضعة
إن لم تقتني الإتضاع أولا، فاحذر من أن تدخل في دراسة العلوم اللاهوتية... فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا. الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي
ثوب الإتضاع يقي الإنسان من نفخة العلم!
{تَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً)
يقول القديس كيرلس السكندري:
إقتناء العطايا الصالحة النازلة من فوق، من الله، ليس بالأمر الذي يتم بدون معاناة، لأن الأمور الفائقة وتلك التي عظمتها هي في السماء، ليس بالأمر المتاح لكل من يظهر مجرد الإشتياق، لكنها تُقتنى بالجهد وهي أمور صعبة المنال إذ هي مليئة بالصعوبات والتعب.
وليس أمامهم إلا أن يطيعوا أقوال القديسين الذين صرخوا عاليا:
 {وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ وبكل تأكيد فالنور الإلهي الروحاني سوف ينير لمن لا نور له.... النور والحكمة هما المسيح الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ.... ولقد سمى أحد القديسين هذا النور بزوغ النهار، وكوكب الصبح حينما قال: إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، وهو يعني حسب إعتقادي - بانفجار النهار وطلوع كوكب الصبح في قلوبنا، الإستنارة في الروح القدس بالمسيح... لأننا نجد كفايتنا فيما كتبه الآباء القديسون، لأن من يقرر أن يتعرف بحكمة على الآباء ويستعمل كتاباتهم بالحرص الواجب، فسوف يسكن النور الإلهي في عقله.] (حوار حول الثالوث - الحوار الأول)

Post a Comment

أحدث أقدم