هل كلمة (آباثيس) تعني بغير تغيير؟! | هل ولد المسيح بغير ألم من العذراء؟

هل كلمة (آباثيس) تعني بغير تغيير؟!

هل ميلاد المسيح بغير ألم من العذراء ؟

في موضوع ولادة المسيح من العذراء بغير ألم، قال البعض أن كلمة (آباثيس) المذكورة في ثيؤطوكية يوم الخميس تعني (بغير تغيير)، وليس (بغير ألم)! والبعض قال أن المقصود بها ألم الشهوة أو الهوى وليس الألم الجسدي!
وعلى الرغم من إتفاق كثير من الآباء على أن المسيح وُلد من العذراء بغير ألم جسدي أو وجع وهو ما سننشره تواليا، إلاّ أنني أحب أن أوضح معنى كلمة (آباثيس) وهل المقصود بها التغيير أم الألم الجسدي؟
!
هل ولد المسيح بغير ألم من العذراء؟
النص الأصلي الذي نعتمد عليه في أبحاثنا دائما هو الكتاب المقدس والليتورجية... وإحنا عندنا جملة لاهوتية شهيرة جدا نكررها دائما أن التجسد كان بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير!
الإختلاط بيكون بين المواد الصلبة...

والإمتزاج بين المواد السائلة...

والتغيير بيكون في الإتحاد الكيميائي بين العناصر الذي ينتج مركبا جديدا متغيرا عن المركبين الأولين.

والإتحاد بين اللاهوت والناسوت لم يكن على مستوى هذه الثلاثة أنواع، وده بيسمى اللاهوت السلبي.. أي تعريف الشئ بنفي ما هو عكسه!
هو إتحاد من نوع خاص سري لا يمكن إدراكه.. فقط نستطيع نفي ما هو مدرك حتى لا يقول أحد أنه مثل هذا أو ذاك.
في الليتورجية القبطية بيقول الكاهن في الإعتراف الأخير:
وجعله واحدا مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير.. وكلمة (ولا تغيير) هي في القبطية (نيم أو ميت أت شيبتي) وفي اليونانية (μηδ ἐν ἀλλοιώσει) (ميد إن آليوسي)!
والسؤال هل كلمة (أت شيبتي) التي تعني (بغير تغيير) مذكورة في الإبصلمودية أيضا؟!
نعم.. ذكرت في الثيؤطوكيات 8 مرات، وفي ثيؤطوكية يوم الخميس بالتحديد 4 مرات! وكلها تعني (بغير تغيير - أت شيفتي)!
[ثيؤطوكية الأحد: 1: 5، 3: 2، 5: 3]، [ثيؤطوكية الإثنين6: 2]، وأخيرا [ثيؤطوكية الخميس3: 3، 4: 3، 4: 7، 6: 3].

وفي نفس ثيؤطوكية يوم الخميس جاء في القطعة5: 4..
[لأن الذي يولد إله بغير ألم (آباثيس) من الآب ولد أيضا حسب الجسد بغير ألم (آباثيس) من العذراء]

إذن لو كان المقصود أن (بغير ألم) تعني (بغير تغيير) لكان إستخدم كلمة (أت شيفتي) بدلا من (آباثيس) كما إستخدمها في نفس الثيؤطوكية أربعة مرات من قبل!!! وبالتالي يستحيل أن يكون المقصود أن (آباثيس) تعني بغير تغيير
وبالمناسبة كلمة (آباثيس) لم تستخدم في الإبصلمودية كلها غير في هذا النص
هل ولد المسيح بغير ألم من العذراء؟

ثانيا: نأتي لسياق المعنى..
كلمة بغير تغيير تأتي دائما وأبدا مع التجسد وليس مع الولادة، يعني نقول: [تجسد بغير تغيير]، أو [تأنس بغير تغيير] ولا نقول: [وُلد بغير تغيير]!! لأن المعني في التغيير هو لحظة التجسد، لحظة إتحاد اللاهوت بالناسوت، وليس لحظة الولادة!! لأن جملة (الولادة بغير تغيير) ليس لها أي معنى!! إذ قد تكوّن الجنين بالفعل في بطن العذراء منذ تسعة شهور، وحان فقط وقت خروجه إلى العالم
فالتغيير لو كان حدث، فإنه سيحدث منطقيا وقت التجسد وليس وقت الولادة... وحتى بحسب هرطقة نسطور وغيره الذين قالوا أن العذراء ولدت إنسانا عاديا ثم إتحد به الكلمة بعد الولادة، فالتغيير هنا حدث بعد الولادة وليس في الولادة ذاتها!! فلا تصلح هذه الجملة لنفي هرطقة نسطور!
إذن لغويا لا يمكن أن يستقيم أن معنى (آباثيس) هو (بغير تغيير) وليس (بغير وجع أو ألم). حيث أن الألم هو المصاحب للولادة وليس التغيير
وفي نفس السياق أيضا يستحيل أن نقول المقصود هو الولادة بغير (ألم الخطية أو الشهوة أو الهوى) لأن هذه كلها تكون مصاحبة للحبل وليس للولادة (وبالخطية حبلت بي أمي).. كما قال القديس كيرلس السكندري
[على أن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل أصاب الدنس طبيعتنا بطريقة أخرى، إذ ساد على كل الذين وُلدوا ثمرة محبة اللذة الجسدية، وهذا بالضبط ما يبدو أعلنه المرنم العظيم قائلا: (هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي)
فالمسيح لم يتجسد كنتيجة أو كثمرة لمحبة اللذة الجسدية!!!! وبالتالي فولادته لا يمكن أن تكون خاضعة لعقوبة الناموس الخاصة بهذا (الهوى)!! والتي هي الولادة بالوجع بحسب العقوبة الأولى: {وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا

Post a Comment

أحدث أقدم