زيت الميرون: السر المقدس ومعناه الروحي في الطقوس المسيحية
الآباء الرسل استخدموا طيب الحنوط المقدس - وهم الصبر والمر والعود الذي جلبهم يوسف الرامي ونيقوديموس - لوضعهم على جسد السيد المسيح، بالإضافة إلى الزيت والأطياب التي جلبها حاملات الطيب. وفي علية بيت مارمرقس في أورشليم صلوا لتقديسها، لجعلها مسحة وخاتمًا للمعمودية، ثم تم توزيعها على كل البلاد أثناء الكرازة.
أساس زيت الميرون المقدس هو خميرة الحنوط والأطياب التي كانت على جسد المسيح أثناء دفنه. ويتم تجميع المكونات والأطياب وخلطها بوصف قدسي روحاني يصنعه العطار الحاذق والماهر، والذي هو الروح القدس، بحسب وصف سفر خروج. وتطبخ هذه الأقداس في القدور والمراجل وسط مراسم صلوات وقراءات طقسية.
طقس تقديس الميرون وطبخه هو مناسبة ليتورجية احتفالية، حيث يتم فيها التكريس والمواكب الطقسية التي تصون حياة القطيع المختار وتجعلهم قدسين، مملوءين بالأطياب العطرة. ويُعتبر هذا الزيت السري المقدس دليلاً على شركة الحياة الأبدية ومسحة قيامة الرب.
يتم توارث هذا السر عبر الأجيال ليكون قرابين طيبة وذبائح سرور وصعائد بركة، وهو كنز طقسي اختزنته الكنيسة المسترشدة بالروح القدس، حيث يُعتبر ذخيرة حياتها ومسحة قيامتها.
زيت الميرون هو السر المبارك الذي يتم به المسحة والختم المقدس، ويُعطى لنا كمسحة سيدية سماوية. ومن خلاله يصير النفوس ثابتة ومُحياة لا تنحل ولا تمحى ولا تزول، ممسوحة بختم الضمانة الملكية والعلامة الموسومة.
هذا السر الذي به نُختم ونتطيب ونُمسح مسحة محياة لا تنحل ولا تفارقنا، بل تدوم وتلهبنا بفيض تعزيات وبركات الروح القدس. ومن خلاله نُميز بطيب المسحة ونمتثل بالمسيح، ونتقدس له وندشن بختمه.
قوة هذا السر فاعلة في كل شيء بنعمة الثالوث القدوس، ونكون من خلاله مُمَيزين بطيب المسحة وممتثلين بالمسيح، ومكرسين له ومدشنين بختمه.
في النهاية، كنيستنا تفرح وتبتهج بتقديس هذه المسحة التي للعهد الجديد، والتي بها نصير ملوكًا وكهنة، ونتكون بنا جماعة البيعة الطاهرة المستقيمة في عبادة عقلية مرضية على مدى الأيام.
إرسال تعليق