الدير القبطي الذى تم خرابه فى زمن المماليك
دير الزجاج من اشهر الاديرة القبطية في مصر ويرجح خرابه بسبب هدم الكنائس والأديرة في زمن المماليك.
بيرجع تاريخ الدير إلى القرون الأولى للمسيحية ، ومن أزهى هذه القرون القرن
الثالث و الرابع و الخامس إذ كثر فيهم إنشاء الأديرة و الكنائس
أول خبر عن دير الزجاج ورد في سيرة الشهيد الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس. وفي 568م كانت توجد بالدير كنيسة باسم القديس يوسف البار، وقد أقام بالدير البابا بطرس الرابع الـ(34)، وكتب عنه الشابشتي (وكان أمين خزانة كتب الخليفة الفاطمي). يقول
وكثر عدد الأديرة جدا لدرجة أنه كانت دقات النواقيس تتجاوب
معا على طول الوادى من شماله إلى جنوبه ، إى من الأسكندرية وساحل البحرالمتوسط إلى أسوان والنوبة بجانب الأديرة الأخرى فى مصر .
يلاحظ أن هذا الدير المبارك اشتهر عند السريان أيضاً فأتوا إليه من قديم الزمان، وسكنوا فيه مع الأقباط أصحابه بعد أن دفن فيه جسد بطريركهم القديس ساويرس الأنطاكي سنة 538م، والذي كانت تجري من جسده الكثير من آيات الشفاء، فكثرت زيارات السريان لهذا الدير تبركًا به،
ومن بين الرهبان السريان خرج بطريركان لكرسي الإسكندرية وهما
البابا سيمون الأول الـ(42) (692–700م)،
والبابا سيمون الثاني الـ(51) (830م).
يقع دير الزجاج على ربوة ( تل مرتفع ) فى منطقة نائية من العمران فى طريق مرسى مطروح الصحراوى ( بعد الأسكندرية على مسافة 45 كم ) وهذا الدير العريق فى تاريخ كنيسة الأسكندرية وبطاركتها العظام تشير كل الكتابات التاريخية عنه أنه كان واقعا غربى الأسكندرية ، وعلى ساحل البحر المتوسط و على مقربة من بحيرة مريوط .
ويذكر نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيح أن الدير يقع فى أروع موقع يطل على البحر المتوسط ويمتاز بما يحيط به من مناظر طبيعية و بصفاء الجو و نقاء الهواء .
ومن الأسماء التي أطلقت على دير الزجاج:
سمي باسم دير طوهانادون، أو هاناطون، أو الهانطون، أو دير الأناطون أي: دير الميل التاسع أو سكان الميل التاسع.
وسمي بدير الزجاج ودير منية الزجاج في كتاب أبي المكارم (ق 12)
ودير الزجاج ويقال له الهايطون في خطط المقريزي (الجزء الرابع ص509) لأنه يقع بالقرب من منطقة كوم الزجاج.
وسمي بدير طون باتارون، طون باتيرون وهو اسم رومي يقابله في العربية اسم “دير الآباء” لأنه من مجمع رهبان الدير خرج ستة من باباوات الكنيسة القبطية.
ومما كتبه المؤرخون عن هذا الدير: يرد في كتابات أبي المكارم (ق 12) والمقريزي (ق 15) باسم “دير الزجاج”، ويضيف المقريزي (دير الزجاج هذا خارج مدينة الإسكندرية ويقال له الهابطون وهو على اسم أبي جرج الكبير (القديس مار جرجس الكبادوكي) وكان من العادات بعد تنصيب البطريرك أن يذهب من الكنيسة المعلقة إلى دير الزجاج، ثم إنهم في هذا الزمان تركوا ذلك).
كما جاء ذكر الدير في كتاب إميلينو وقال: (إنه كان يقع على بعد تسعة أميال غربي الإسكندرية(، وجاء ذكر دير الزجاج في السنكسار على أنه كان يقع غربي الإسكندرية وباسم الهاناطون (2 أمشير/ 28 هاتور/10 كيهك)، وورد في كتاب ميناردس (Christian Egypt) سنة 1965، باسم أناطون (ص24-25).
كما وردت الإشارة إليه في دليل المتحف القبطي
وأهم الكنائس والأديرة الأثرية (تأليف مرقس سميكة)، الجزء الثاني، 1932.
وفي كتاب تحفة السائلين في ذكر أديرة ورهبان المصريين سنة 1932، (للقمص عبدالمسيح صليب المسعودي)،[5]
وفي كتاب تاريخ الكنائس والأديرة في الوجه البحري الجزء الأول (لأبي المكارم) في القرن الثاني عشر الميلادي، إعداد وتعليق الراهب صموئيل السرياني (المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر)،[6]
وفي رسالة دكتوراه عن منطقة الإسكندرية، للدكتور محمد صبحي عبدالحكيم سنة 1958.
ويوجد ستة من الآباء البطاركة تخرجوا في دير الزجاج وهم :
البابا يوآنس الثاني الحبيس الـ(30) (505–516م)،
والبابا بطرس الرابع الـ(34) (567–569م)،
والبابا داميانوس الـ(35) (569–605م)،
والبابا سيمون الأول الـ(42) (692–700م)،
والبابا ألكسندروس الثاني الـ(43) (704–729م)،
والبابا سيمون الثاني الـ(51) (830م).
وقد اتخذه ثلاثة من بطاركة الإسكندرية مقرا لإدارة كرسي الإسكندرية خلال الفترة (567-616م) لمدة تسعة وأربعين عاما أثناء اضطهاد الخلقيدونيين للكنيسة القبطية وهم:
البابا بطرس الرابع الـ(34) (567–569م)،
والبابا داميانوس الـ(35) (569–605م)،
البابا أنسطاسيوس الـ(36) (605–616م).
ففيه كانت رسامة هؤلاء البطاركة وإقامتهم ورعايتهم لسائر البلاد.
كما أن طافوس (مقبرة) الآباء البطاركة بالدير كان يضم رفات هؤلاء البطاركة الثلاثة بالإضافة إلى البابا خائيل الأول الـ(46) (743–767م).
من أشهر رؤساء الدير على مر العصور:
الأب لنجينوس (القرن الخامس) (2 أمشير)،
والأب بقطر (13 طوبة) في زمن رهبنة القديس ثاؤفيلس،
والأب سرور (أوائل القرن 11).
ومن القديسين الذين يرتبطون بالدير:
القديس ساويرس الأنطاكي (تنيح في سخا 538م ونقلت رفاته للدير، وتذكار مجيئه لمصر 2 بابة وتذكار نياحته 14 أمشير وتذكار نقل رفاته لدير الزجاج 10 كيهك)،
والقديس بطرس الرهاوي المعترف أسقف غزة (دفن في دير الزجاج)،
والشهيد الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس.
والقديس بترا أو مطرا الشهيد (تذكاره 10 مسرى ودفن في دير الزجاج)،
والقديس مرقس التائب (أنبا مركيا الهبيل) (10 هاتور)،
والقديس تادرس الأناتوني وقد تقابلت معه القديسة ميلانيا الصغيرة سنة 412م،
والقديس ثاؤفيلس الراهب الذي ترهبن بهذا الدير.
والراهبة ثيؤدورة التائبة في القرن (5/ 6م) والتي ارتدت زي الرجال وأخذت اسم الراهب ثيئودور وانطلقت لدير الأناطون،
والقديسة أناستاسية المتوحدة ببرية شيهيت (في القرن السادس) وقد عاشت في دير للعذارى بالقرب من دير الزجاج قبل أن تنتقل لبرية شيهيت.
ومن آخر الحوادث المرتبطة بالدير:
أنه في 1046م كان به (40) راهباً، وفي 1088م كان جسد القديس ساويرس الأنطاكي مما يراه الزائرون للدير،
وفي عهد البابا كيرلس الثالث بن لقلق (75) (1235–1242م) أقيم رئيس للدير.
وفي 1286م كانت زيارة يوحنا تلميذ الأنبا حديد القس قبل نياحة أبيه الروحي،
ويرجح أن خراب الدير كان حوالي سنة 1349م ربما بسبب الأوبئة أو بسبب هدم الكنائس والأديرة في زمن المماليك.
إرسال تعليق