تاريخ لحن اومونوجينيس مع قراءة لغوية | تاريخية لحن اومونوجينيس | قراءة فى لحن اومونوجينيس

تاريخية لحن اومونوجينيس مع قراءة لغوية | تاريخ لحن اومونوجينيس | قراءة فى لحن اومونوجينيس

تاريخية لحن اومونوجينيس مع قراءة لغوية | تاريخ لحن اومونوجينيس | قراءة فى لحن اومونوجينيس



بعد قرارات مجمع خلقيديونية والإنشقاق الكبير الذى حدث بين الكنائس الأرثوذكسية عام 451 م، حاول الإمبراطور جوستنيان ق 6 م (527_565) أن يسعى لمصالحة الفريقين الكبيرين بعد انشقاقهما بسبب قرارات هذا المجمع.


وكان الإمبراطور جوستيان يريد أن يوحد المملكة فكان يهمه جداً أن الكنائس تتفق، وبالأكثر كان هناك شعور وإحساس عند الكل أنها مجرد خصومة عائلية ولكن ليس لها أساس لاهوتى عميق يستحق أن تنقسم الكنائس على بعض وينقسم جسد المسيح بهذا الشك وهذا ما وصل اليه اللاهوتيين في العصر الحديث.


وينسب للإمبراطور جوستنيان أنه مؤلف لحن أمونوجينيس بين عامي (535_536) م ، بحسب ما يعتقد المؤرخ ثيؤفانيوس وكذلك الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية، وكان يلقب الإمبراطور جوستنيان ( الإمبراطور التقي) وكان محباً لللاهوت والفلسفة وهو كان خلقيدونى وكانت زوجته الإمبراطورة ثيؤدورا تميل الى الكنائس اللاخلقيدونية وتحامى عنها.


فيعتقد أنه إرضاءاً لإيمانه والى ميول زوجته أنه جمع لاهوتي عصره من جميع الكنائس التي قبلت مجمع خلقيدونية والتي رفضته لتأليف نص لاهوتى مُحكم يتم قبوله من جميع الكنائس، وهناك رآى آخر ينسب هذا اللحن الى القديس ساويروس الأنطاكى (465_538) وهو من آباء الكنيسة الارثوذكسية السريانية.


وأنه تم وضع هذا اللحن لمحاربة بدعتى نسطور وأوطاخى وكما يُظن أنه في أول زيارة للقديس ساويروس للإمبراطور جوستنيان أطلعه عليه مما جعله يُعجب به فعمل جاهداً على نشره في كل كنائس المسكونة.وكان ق. ساويروس له زيارات كثيرة للقسطنطينية في عصر الامبراطور جوستنيان ويُعتقد أنه وضع هذا اللحن أثناء زيارته او بمساعدة منه.


والسبب في نسب اللحن للقديس ساويروس أن اللحن ورد فيه عبارات تتفق تماماً مع لاهوت كنيسة الإسكندرية كعبارة ( أحد الثالوث) وهو مصطلح ورد كثيراً في تعاليم ق. (كيرلس الكبير) (تجسد الابن الوحيد) وق. كيرلس هوالبطريرك 24 من بطاركة كنيسة الإسكندرية.


ومن المعروف ان القديس ساويروس الانطاكى كان محب جداً لتعاليم ق. كيرلس الكبير وتتلمذ على كتاباته، وهذا التعبير أيضا لا يختلف عن تعليم الكنائس الارثوذكسية الخلقيدونية والتقليدين غير مختلفين عن بعض كما جاء في قرارات المجمع المسكونى الخامس لديهم 536 م حيث صرح المجمع بأن ( الواحد من الثالوث القدوس قد صُلب بحسب الجسد) وقد قوبل اللحن من كلا الطرفين في ذلك العصر.


ولكن الرأي السائد بحسب علماء الليتورجيا أن هذا اللحن من وضع الإمبراطور جوستنيان الذى بذل جهداً كبير لإدخال هذا اللحن الى الكنائس البيزنطية في عصره. فأصبح يتلى اللحن ضمن صلوات القداس الإلهى ( قداس ق. يوحنا ذهبى الفم) ولازال يتلى فيها حتى اليوم أثناء الدخول الكبير (زفة الحمل قبل رفع الحمل) ولكن بنغمة سريعة تكاد تكون دمج وليس باللحن المعروف الان في الكنيسة القبطية.


وأيضا يقال في قداس ق. مارمرقس اليوناني وعند جميع الكنائس البيزنطية (الروم الآرثوذكس) سواء كانوا اليونانيين أو الروسيين أو كافة الكنائس التابعة لليونان والروس مثل ( بلغاريا ، رومانيا) كل هذه الكنائس يقال فيها لحن اومونوجينيس يومياً في قداس (ق. يوحنا ذهبى الفم) ويقال دمج او بلحن بسيط. كذلك اللحن موجود في الكنيسة الأرمينية ويقال كل يوم أحد. وعند الكنيسة الجيؤرجية يقال في عيد القيامة فقط.


وتم إدراج هذا اللحن في صلوات الكنيسة القبطية في الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة في وقت غير معروف بالتحديد حتى الان وبحسب مخطوط طقس (3/81) المحفوظ بمكتبة دير البراموس (ق.14) أنه "ان كان هناك من يحفظه فليقوله" فكان اختيارياً وليس الزامياً ، وفى (ق.14) كان اللحن معروف في بعض الكنائس القبطية دون بعضها الاخر ثم بدأ ينتشر حتى اتخذ وضعه الحالي.


كما صار يقال في طقس تكريس الميرون المقدس وفى سيامة الآباء البطاركة والأباء الأساقفة بحسب الطقس القديم. أما عن تكملة اللحن من بداية (قدوس الله) فهى تكملة تنفرد بها الكنيسة القبطية فقط. ويعتقد انها كُتبت تباعاً لنفس الوقت الذى كُتب فيه القانون الأول من اللحن. 


واللحن بشكل عام قطعة لاهوتية وعقائدية ولها قيمة روحية كبيرة لأنها تركز على لاهوت المسيح المصلوب. وبقدر مانركز على لاهوته وهو مصلوب بقدر ما نستمد منه قوة روحية لا نهائية من الآمه، وقيمة الآم المسيح مستمدة من لاهوته اللانهائى. لذلك الكنيسة تعلمنا أن نصلى هذا اللحن الذى يركز على لاهوت المسيح المصلوب في يوم الجمعة العظيمة بالأكثر.


سمات ومميزات لحن اومونوجينيس



ميزة هذا اللحن أنه لحن مسكوني تلتقى عنده وتحت أقدام الصليب كل الكنائس الارثوذكسية يسبحون الإله المصلوب من أجل خلاصنا فأصبح اللحن هو محور مصالحة وإلتقاء ووحدة بين الكنائس الأرثوذكسية بعائلتيها الخلقدونية واللاخلقيدونية منذ القرن السادس.


وقوبل اللحن من جميع الكنائس ويعتبر من النصوص المتينة وكلامه عميق جداً وغير سطحى وداخل فى صميم نقاط الخلاف بين الكنيستين ولكن بمصطلحات منضبطة مقبولة من الجميع. فنستطيع أن نقول ان هذا اللحن نجح في ان يكون مقبول من جميع الكنائس.


ميزة أخرى لهذا اللحن أنه يحمل طابع لاهوتي سكندرى الذى يركز جداً على لاهوت المسيح حتى وهو على الصليب ( لم يزل إلهاً) (كما يقال في ثيؤطوكية الخميس لم يزل إلها آتى وصار ابن بشر)


وهذا الطابع ميراث القديسين اثناسيوس الرسولى وكيرلس الكبير والقيمة الروحية لهذا اللحن كما قلنا سابقاً أنه يركز على لاهوت المسيح المصلوب وبذلك يزيد ايماننا بالقيمة الإلهية اللانهائية لذبيحة المسيح التي فيها قوة خلاصنا.

---------------------------------

المراجع

1- البصخة المقدسة ابونا اثناسيوس المقارى ج2

2- التمام في طقس أسبوع الآلام الشماس ألبير جمال

3- أسبوع الآلام لحظة بلحظة ناجى نصيف

4- تحليل لحن أومونوجينيس عظة صوتية ابونا وديد المقارى

5- كتاب الجمعة العظيمة إصدار دير مارمينا مريوط

6- خدمة الشماس للمعلم فرج عبد المسيح

7- قطمارس أسبوع الآلام


يمكنكم مشاهدة الفيديو من هنا 




Post a Comment

أحدث أقدم